ملخص:

تحلل الدراسة الخطاب الصحفي للمقالات الإخبارية المنشورة في الصحافة الفرنسية (“لوموند” و”لوفيغارو” و”ليبيراسيون” و”لاكروا”) عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا) لمعرفة آليات وأساليب التأطير الإعلامي التي اعتمدتها في معالجة قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين والشرق أوسطيين خلال اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، وتحديد خصائص المعالجة الإعلامية لتلك القضايا وأبعادها. كشفت الدراسة من خلال تحليل محتوى 306 مقالات إخبارية أن إطار الصراع كان الأكثر إبرازًا في الأخبار الأوكرانية، بينما كان السياق الإطار الأكثر إبرازًا في أخبار اللاجئين الشرق أوسطيين، وإطار الأخلاق الأقل استخدامًا بين جميع الأطر الخبرية. وظهرت تباينات بين “لاكروا” وبقية مفردات العينة؛ إذ اعتمدت في الغالب على إطاري السياق والنتائج المجتمعية لتأطير لاجئي الشرق الأوسط، بينما ركزت الصحف الأخرى على إطاري الصراع والفعل في تغطيتها لقضايا اللاجئين الأوكرانيين. وخلصت الدراسة إلى أن المعالجة الإخبارية لقضايا اللاجئين استخدمت فيها بعض المحددات المعيارية، وهو ما يعكس نوع التغطية التي جرت وفق تصورات ذهنية نمطية وقوالب فكرية ونماذج ثقافية تعزز الشعور السلبي تجاه الأقليات، وتخلق نوعًا من الاستقطاب الأيديولوجي بين الجمهور في نظرته لهذه الأقليات.

كلمات المفتاحية: الصحافة الفرنسية، التأطير الإعلامي، اللاجئون، طالبو اللجوء، الأوكرانيون، الشرق أوسطيون، أخبار الهجرة.

Abstract:

The study analyses the discourse of news articles published in the French newspapers, Le Monde, Le Figaro, Libération and La Croix, on X (formally Twitter) to explain the mechanisms and methods of media framing used to address the issues of Ukrainian and Middle Eastern refugees and asylum seekers during the outbreak of Russian-Ukrainian war. The study also aims to identify the characteristics of media coverage of these issues and their dimensions. Through the analysis of the content of 306 news articles, the study reveals that conflict framing was most prominent in news on Ukraine, while the context framing was the most prominent in news on Middle Eastern refugees, with ethical framing being the least utilised approach. Additionally, the study found that La Croix differed from the rest of the sample in that it relied mainly on context framing and social framing to frame the issue of Middle Eastern refugees, while the other newspapers focused on conflict framing and action framing in their coverage of the issue of Ukrainian refugees. Ultimately, the study concludes that standard determinants were used in the media coverage of refugee issues, reflecting the type of coverage conducted based on stereotypical mental constructs, cognitive templates and cultural models that promote negative attitudes towards minorities and create a form of ideological polarisation among the audience in its perception of them.

Keywords: French Press, Framing, Refugees, Asylum seekers, Ukrainians, Middle Eastern, Immigration News.

 

مقدمة

تشكل الهجرة واللجوء موضوعًا أساسيًّا يشغل اهتمام المواطنين والحكومات في مختلف أنحاء العالم. ففي الوقت الذي يختار فيه عدد من المهاجرين الانتقال من بلدانهم الأصلية رغبة في تحسين أوضاعهم المعيشية، هناك آخرون أُرغموا على النزوح واللجوء من مناطق النزاع المسلح، أو هُجِّروا نتيجة لعوامل طبيعية أو بشرية. فقد كانت فرنسا ولا تزال، على غرار العديد من الدول الغربية، إحدى الوجهات التي تستقطب مجموعات المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء، لاسيما أولئك القادمين من بلدان الجنوب الفرنكوفونية(1). ويرى بعض الباحثين أن أزمة اللاجئين في العام 2015، والتي كانت نتاجًا للنزاعات المسلحة في الشرق الأوسط، لم تشهد المنطقة مثيلًا لها خلال القرن 21؛ إذ شغلت اهتمام الحكومات المتعاقبة وصنَّاع القرار لإدارة سياسات الاستقبال أو الإبعاد في حق المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء القادمين إلى الاتحاد الأوروبي(2). ويكشف تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من 8.25 مليون مهاجر نظامي، من مختلف الجنسيات، يعيشون في فرنسا، ويمثل هؤلاء 13.1% من مجموع سكان فرنسا إلى غاية ديسمبر/كانون الأول 2021(3). وفي 24 فبراير/شباط 2022، اندلعت الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وأجبرت العديد من المواطنين الأوكرانيين على اللجوء في شكل موجات من مناطق الحرب إلى البلدان المجاورة. وخلقت هذه الأزمة حالة من الترقب لدى دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا، بالإضافة إلى سيادة القلق بشأن الأعداد المتزايدة من اللاجئين العالقين في المعابر الحدودية بين دول الاتحاد. وجعلت هذه المتغيرات البرلمان الأوروبي يعقد اجتماعات طارئة لسن قوانين، وتعديل سياسات الهجرة، وذلك لتسهيل حركات الأوكرانيين، وتوزيعهم بالتساوي على بلدان الاتحاد(4)، مع الإبقاء على القوانين التي تعرقل، أو تمنع دخول أولئك القادمين من خارج القارة، لاسيما من بلدان الجنوب(5).

لقد حظيت قضايا الهجرة واللاجئين في العصر الراهن باهتمام العديد من وسائل الإعلام، وصانعي السياسات في فرنسا وغيرها من البلدان. وغطت القنوات الرسمية الأوروبية، بمختلف اتجاهاتها، القضايا المتعلقة بالهجرة واللجوء، والأحداث المرتبطة بها، من مختلف الزوايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وباعتبار أن وسائل الإعلام تقوم بدور مهم في تشكيل الرأي العام، فإنها تسهم في تحديد الأطر الأيديولوجية للنقاش المجتمعي حول القضايا المرتبطة بالظاهرة(6). ولأن المعالجة الإعلامية لقضايا اللاجئين وطالبي اللجوء قد تكون إيجابية، أو سلبية، أو مزيجًا بين هذين البعدين، بالنظر لمواقف وسائل الإعلام من الأحداث الجارية، فإنها تصبح كذلك مواقع للتنافس بين أصحاب المصالح(7) .ولذلك، تعرضت وسائل الإعلام الفرنسية، وفي عدد من المناسبات، لانتقادات من قِبَل المتخصصين في الشأن الإعلامي بسبب مواقفها العدائية، ونشرها لأخبار الإثارة(8)، وتركيزها على قضايا الجريمة، والخروج عن القوانين، خلال تغطياتها للأحداث المرتبطة بالهجرة(9). بينما انتقد آخرون هذه المؤسسات لاشتغالها وفق أطر وبراديغمات ثقافية تكرس الصور النمطية في حق الأقليات المهاجرة، وتعزز السرديات الرسمية، عوضًا عن التركيز على معاناة هذه الأقليات، ومعالجة الأسباب التي دفعتها لمغادرة أوطانها، ومطالب هذه الفئات المجتمعية والحقوقية(10).

في ضوء الانتقادات الموجهة إلى وسائل الإعلام الفرنسية خلال تغطيتها لقضايا اللاجئين وطالبي اللجوء، في سياق الحرب الأوكرانية-الروسية، وندرة الدراسات المقارنة التي تُعنى بدراسة التغطية الإعلامية للاجئين الأوكرانيين والشرق أوسطيين في الصحف الفرنسية، تحلل الدراسة آليات التأطير الإعلامي في عينة تشمل “لوموند” (Le Monde)، و”لوفيغارو” (Le Figaro)، و”ليبيراسيون” (Libération)، و”لاكروا” (La Croix)، خلال الفترة الممتدة من 24 فبراير/شباط إلى 24 أغسطس/آب 2022، وهي الفترة الزمنية التي شهدت بداية الحرب الأوكرانية-الروسية، وما خلفته من تأثيرات دفعت فرنسا إلى تغيير سياسات الهجرة، كما كانت فترة تنافس بين المؤسسات الإعلامية المختلفة لتغطية آثار الحرب وتداعياتها.

 

  1. اعتبارات منهجية ونظرية

مشكلة الدراسة وتساؤلاتها

تحلل الدراسة الخطاب الصحفي للمقالات الإخبارية المنشورة في “لوموند” و”لوفيغارو” و”ليبيراسيون” و”لاكروا” عبر منصة “إكس” (تويتر) لمعرفة آليات وأساليب التأطير الإعلامي التي اعتمدتها الصحافة الفرنسية، بأيديولوجياتها المختلفة، في معالجة قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين والشرق أوسطيين خلال اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، وتحديد خصائص المعالجة الإعلامية لتلك القضايا، والتوصيفات والأشكال الإعلامية المهيمنة في الإخبارية التغطية.

وتتمثل أسئلة الدراسة في:

  1. ما خصائص ومميزات المقالات الإخبارية في عينة الدراسة التي عالجت قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، والشرق أوسطيين؟ (المتغيرات الوصفية)

يُعنى هذا السؤال بأهم الخصائص التي تميز المقالة الخبرية من ناحية الشكل قبل الشروع في قراءة وتحليل مضامينها؛ إذ إن دراسة المتغيرات الوصفية ترسم للباحث صورة مجملة عن طبيعة النصوص الإعلامية، وأشكالها، وحجمها، وأعدادها، ومواقعها في اليوميات المدروسة. كما يشكل المحور الافتتاحي الذي يوجه الباحث نحو مقاربة بعض القضايا، مثل: عنوان المقالة الإخبارية، والتعابير الجاذبة…إلخ.

  1. كيف تنوعت استعمالات الأطر الخبرية خلال تغطيات الأحداث المرتبطة باللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، والشرق أوسطيين، في عينة الدراسة؟ (آليات التأطير الخبرية)

يهدف هذا السؤال إلى رصد آليات وأساليب التأطير الإعلامي التي استخدمها الصحافيون الفرنسيون في تحرير الأخبار حول اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، والشرق أوسطيين، وذلك عبر تحديد 14 آلية للتأطير الإعلامي في عينة الدراسة. كما يهدف السؤال إلى تحديد أوجه التطابق والاختلاف بين الصحف في استعمال تلك الأطر الخبرية، وذلك لإبراز حالات الاستقطاب الأيديولوجي من خلال استخدامات هذه الأطر، ونشرها عبر منصة “إكس”.

منهجية البحث

تندرج الدراسة ضمن إطار البحوث المسحية الوصفية؛ إذ تعتمد أداة التحليل الكمي لرصد وتحليل خصائص المواد المدروسة انطلاقًا من أسئلة البحث الإجرائية. ويستخدم العديد من الباحثين في مجال الإعلام والاتصال تحليل المضمون لتقديم وصف للمحتوى الصريح، والواضح للمواد الإعلامية من ناحية المحتوى والشكل، وذلك وفقًا لتصنيفات موضوعية يكون الهدف منها استخلاص بيانات كمية متكاملة توظف لوصف المواد الإعلامية التي تدل على السلوكيات الاتصالية العلنية لمنتجي تلك المواد، أو القائمين بالاتصال، أو لتسليط الضوء على الممارسات والخلفيات السياسية، أو الفكرية، أو العقائدية، التي تنتج بوساطتها الرسالة الإعلامية(11). وتتطلب عملية التحليل أن تكون منظمة وتُتَّبع فيها أسس ومعايير موضوعية، مع العمل على تمحيص البيانات وتبويبها، قبل تحليلها وفق الأسلوب الكمي بصفة أساسية، وذلك ليتسنى تكرار التجربة، وتعميم مخرجاتها على مجتمع الدراسة.

وقد اعتمد الباحث هذه المنهجية لرصد الاختلافات في الأوصاف والأطر الخبرية في عينة الدراسة في سياق تغطيتها لقضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، والشرق أوسطيين. وقد تم اختيار عينة الدراسة اعتمادًا على العديد من المعايير كالأيديولوجيا السياسية، ونسبب المقروئية، ونوعية الجمهور، وحجمه؛ إذ تمثل “لوموند” الاتجاه اليساري، وتحتل المرتبة الأولى في فرنسا كيومية وطنية بمعدل 445,000 نسخة مطبوعة يوميًّا في سنة 2021(12). بينما تمثل “لوفيغارو” الاتجاه اليميني، وتأتي في المرتبة الثانية وطنيًّا بمعدل 342,000 نسخة يوميًّا في سنة 2022(13). أما “ليبيراسيون” ذات التوجه اليساري فسجلت معدل 43,000 نسخة مطبوعة يوميًّا سنة 2021(14). وأخيرًا، يومية “لاكروا”، وهي صحيفة كاثوليكية، لكن يجب أيضًا عدم اعتبارها صحيفة دينية، وذلك لتنوع تغطياتها لمختلف القضايا، والأحداث من مختلف الزوايا الممكنة. وقد حققت يومية “لاكروا” معدل 113,000 نسخة منشورة يوميًّا في سنة 2020(15).

وتتحدد مفردات عينة الدراسة في المقالات الإخبارية المنشورة في الصحف المذكورة عبر حساباتها الرسمية على منصة “إكس”، والتي تخص بالدرجة الأولى قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، والشرق أوسطيين، خلال الفترة الممتدة من 24 فبراير/شباط إلى 24 أغسطس/آب 2022. وتتكون مفردات العينة من 306 مقالات إخبارية تتوزع على: 71 مقالة خبرية من “لوموند”، و88 من “لوفيغارو”، و85 من “ليبيراسيون”، و62 من “لاكروا”. ويقدم جدول رقم (1) معلومات عامة حول مفردات العينة المدروسة.

 

جدول (1): عينة الصحف الفرنسية والأخبار المدروسة

م الصحيفة الموقف الفكري نمط الإصدار عدد الأخبار
1 لوموند يساري/وسط يومية وطنية تصدر صباحًا 71
2 لوفيغارو يميني/وسط يومية وطنية تصدر مساء 88
3 ليبيراسيون يساري يومية وطنية 85
4 لاكروا كاثوليكي يومية وطنية 62
المجموع 306

 

 

أدوات الدراسة وعناصر استمارة التحليل

تم إعداد دليل التحليل بالإضافة إلى استمارة أولية للتحليل، واللذان يحتويان على المتغيرات الوصفية والأطر الخبرية في عينة الدراسة. وقد حاولت الاستمارة الإحاطة بجميع المتغيرات التي تجيب على السؤالين البحثيين المطروحين، وتضمنت فئات تحليلية خضعت للتطوير والتعديل بعد إجراء اختبارات الصدق، والاطلاع الموسع على مواد البحث، والعينة المدروسة. وتنقسم استمارة البحث إلى قسمين أساسيين؛ إذ يختص الجزء الأول بالمتغيرات الوصفية، والجزء الثاني بالأطر الخبرية. تشتمل العناصر الوصفية الأساسية لاستمارة التحليل على متغيرات تقيس تسمية الوسيط، ورقم الطبعة، وتاريخها، وعنوان المقال الصحفي، والقسم الذي يندرج تحته (المجتمع، السياسة، الاقتصاد، العالم…إلخ)، وتوصيفات اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين والشرق أوسطيين كل مجموعة إثنية على حدة (الأصول، حركات الهجرة، التسمية/الوسوم، المشاكل التي يتسبب فيها هؤلاء، واللوم الموجه لهذه العناصر).

أما الجزء الثاني من الاستمارة فيحتوي على 14 إطارًا خبريًّا على نحو متغيرات تقيس الصراع، ومصلحة الإنسان، والنتائج المجتمعية، والنتائج الاقتصادية، والدين/الأخلاق، والمسؤولية، والفعل، والتعاطف، والأثننة، والتسييس، والخوف، والإيذاء، والسياق، والأمل (انظر التعريفات الإجرائية في الجدول رقم (2)). وقد تم إنشاء المتغيرات من اختيارين كان الهدف منهما الدلالة على وجود متغير التوصيف والإطار الخبري، مع اختيار الرقم (1) إذا كان المتغير موجودًا، أو (0) إذا كان المتغير غائبًا، أو لم يتم التعرف عليه. تجدر الإشارة هنا إلى أن الأشكال الوصفية، والأطر الخبرية المتعلقة بالهجرة واللاجئين، قد تم تقسيمها إلى قسمين لمعرفة ما إذا كان النص الإخباري يعالج قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، أو الشرق أوسطيين، أو هما معًا.

بعد إعداد استمارة تحليل المضمون، جرى تحديد شخصين من ذوي الخبرة في مجال تحليل المضمون، وممن يجيدون اللغة الفرنسية ليقوما بتحليل مضمون عينة عشوائية تمثل %11.76 (36 خبرًا صحفيًّا من أصل 306، أو تسعة أخبار من كل يومية) من مجموع المقالات الإخبارية. وأجري اختبار الصدق للوقوف على مستوى الثبات فيها، والتأكد من أنها تتسم بالشمول، والوضوح، وعدم التداخل في شكلها النهائي. وقد استعان الباحث لحساب الثبات بمعامل “ألفا كريبندورف” (Krippendorff’s alpha)، وذلك للحصول على صورة واضحة بشأن دقة التحليل. فهو يبني نتائجه على قياس مستوى الاتفاق بين المحللين في إجاباتهم، ويُعد من أهم الأدوات التي تسهم في اختبار معيار الصدق(16). وقد أفضت اختبارات الصدق إلى نتائج مقبولة، فكانت نتائجها في الأطر الخبرية على هذا النحو: الصراع (.809)، مصلحة الإنسان (.855)، النتائج المجتمعية (.82)، النتائج الاقتصادية (.823)، الدين/الأخلاق (.849)، المسؤولية (.925)، الفعل (.93)، التعاطف (.81)، الأثننة (.914)، التسييس (.907)، الخوف (.852)، الإيذاء (.878)، السياق (.886)، الأمل (.881).

 

جدول (2): الأطر الخبرية في عينة الدراسة وتعريفاتها الإجرائية 

الأطر الخبرية التعريفات الإجرائية
 

الصراع

في هذا الإطار الخبري يجري التركيز على النزاع والتضارب في وجهات النظر، والجدال بين الحكومات والأطراف الأخرى، بما فيها المهاجرون، والعمال، وأصحاب المصالح، والحكومات الأجنبية، وغيرها، حول المسائل المعالجة، وذلك لجذب الجمهور(17).
 

مصلحة الإنسان

يجري التركيز في هذا الإطار الخبري على التجارب الشخصية، ووجهات نظر الأفراد، وتستعمل من أجل إضفاء السمات العاطفية والدرامية على المواد الإعلامية، وكذلك لشخصنة المواضيع المتعلقة بالهجرة والمهاجرين، وذلك وفق سرديات الشخوص العاديين(18).
 

النتائج المجتمعية

يبرز هذا الإطار الخبري عندما يقوم المقال الصحفي بالتركيز على التبعات المجتمعية للهجرة، وتأثير اللاجئين وطالبي اللجوء في المجتمع المُسْتَقْبِل، وذلك باستعمال توصيفات مختلفة تشمل إما تقديم هؤلاء كأشخاص نافعين للمجتمع، أو مكونات تسبب المشاكل في البلدان المضيفة(19).
 

النتائج الاقتصادية

يقوم هذا الإطار الخبري بإبراز النتائج الاقتصادية للمهاجرين، وتبعات الهجرة على اقتصادات الدول المضيفة. وقد تكون هذه التأثيرات إيجابية، كما قد تكون سلبية، وذلك وفقًا للإطار المعياري الذي استُعملت فيه هذه الأطر الخبرية في المواد الإعلامية(20).
 

الدين/الأخلاق

يتجلى هذا الإطار في القصص الإخبارية التي تقدم الأحداث المرتبطة بالهجرة في قوالب أخلاقية، كما تركز على المبادئ والمضامين الدينية، وتشكل السرديات الغالبة في المواد الإعلامية المقدمة للجمهور، مع تعزيزها بمصادر من المؤسسات الدينية(21).
 

المسؤولية

أو الإلقاء باللوم، وهو إطار خبري يبرز عندما تسعى المادة الإعلامية إلى إلقاء المسؤولية على الأفراد، أو الجماعات، أو الحكومات، وغيرها، باعتبارها سببًا في الوقائع والمشكلات المختلفة، أو لتقصيرها في مسؤولياتها تجاه تلك القضايا، وذلك وفق إطار نقدي صرف(22).
 

الفعل

أو ردود الفعل، وهو إطار إخباري يركز بالأساس على الإجراءات والتدابير التي يتخذها صنَّاع القرار للتعامل مع مختلف القضايا والرموز المتعلقة بالهجرة والمهاجرين، بما في ذلك آليات الاستقبال، أو الإجلاء والإيواء والإنقاذ، أو الإبعاد من الدولة(23).
 

التعاطف

يبرز هذا الإطار عندما يقوم النص الخبري باستعمال أساليب تعبيرية تتعاطف مع قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء، ويتبنى الخبر موقفًا واضحًا بجانب هذه الأقليات، باعتبارها تستحق تعاطُفَ ودعمَ الجميع(24).
 

الأثننة

يركز هذا الإطار الخبري على تقديم فاعلي الهجرة وشخوصها في سياق إثني/عرقي، ويقوم النص بإبراز الخصائص العرقية للاجئين وطالبي اللجوء، وتسليط الضوء على جنسياتهم وانتماءاتهم الطائفية(25).
 

التسييس

في هذا الإطار الخبري، يقوم النص بمعالجة الوقائع والأحداث وفق المنظور السياسي؛ إذ تكون السرديات السياسية هي الغالبة، كما يتم التعامل مع القضايا المتعلقة بالهجرة من وجهات نظر السياسيين، أو المؤسسات الحكومية، فتسود السياسة على غيرها من السرديات(26).
 

الخوف

تقوم المادة الإعلامية باستعمال أساليب الرعب والخوف والترهيب بطرق مبالغ فيها؛ حيث تُقدَّم الأخبار حول فاعلي الهجرة وفق قوالب قد تسبب الشعور بعدم الارتياح وفقدان الأمن بين الجمهور، كما قد تعزز الشعور بالخوف من المهاجرين في المجتمع(27).
 

الإيذاء

يبرز هذا الإطار الإعلامي عندما تقوم المواد الإعلامية بالتركيز على المخاطر والظلم الذي تعرض له المهاجرون والمهجَّرون، والمعاناة التي يواجهها هؤلاء في رحلاتهم، ومدى الأذية التي تسبب لهم فيها الآخرون نتيجة الحروب، أو الفقر، أو عوامل الطبيعة كالجفاف…إلخ(28).
 

السياق

يتم التعرف على هذا الإطار الخبري عندما تقوم الأخبار بتتبع الأحداث التاريخية للهجرة بشكل تفصيلي، وتسرد مختلف الوقائع في سياق تفسيري يربط مختلف الظواهر المجتمعية ببعضها. كما يقدم المعلومات حول الأحداث، وحصر المعارف وفق زوايا فكرية محددة(29).
 

الأمل

يبعث هذا الإطار الخبري بالأمل، ويبرز سرديات التمني، ويعطي بشارات حتى في أقصى الظروف تأزمًا، ويكون الهدف طمأنة الجمهور، وتحقيق نوع من الرضا حول الجهود المبذولة للتعامل مع الظروف المختلفة(30).

 

الإطار النظري للدراسة

تلعب وسائل الإعلام دورًا مهمًّا في تشكيل الرأي العام؛ إذ يعتمد معظم المتلقين على هذه الوسائل لفهم ما يجري حول العالم. وبما أن تدفق المعلومات، والتحليلات التي يقوم الصحافيون بنشرها عبر مختلف الوسائط، يمكنها أن تؤثر في معرفة الناس ورؤيتهم لمختلف القضايا، فإن طبيعة المعالجة تتحكم في المحددات الأيديولوجية لتلك القضايا والسرديات(31)، ويشمل ذلك قضايا الهجرة واللجوء.

وتُعد نظرية التأطير الإعلامي التي بني عليها البحث من النظريات الأكثر شيوعًا في مجال دراسات الاتصال والإعلام. فهي تفسر الزوايا التي يتم من خلالها معالجة القصص الخبرية؛ إذ إن التغطية الإعلامية ليست بالضرورة انعكاسًا للوقائع، بل تمثل بناءات معرفية يُدمج فيها العديد من المقاربات، وتكون في عمومها تحت تأثير محددات سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وشخصية(32). وعلى الرغم من أن ممارسي الاتصال والإعلام قد لا يكون هدفهم رسم صورة مشوهة أو متلاعب بها عن الوقائع، فإن مخرجات المواد الإعلامية والخبرية تكون قد خضعت لعمليات فَلْتَرَة، بعد أن وردت من مصادر لها توجهات خاصة، حيث تعرضت لعمليات الحجب، أو الإضافة، بما يلائم التوجهات الفكرية لمنتجي الأخبار، وأحكامهم، والتي قد تقود في النهاية إلى بناء تفضيلي للحقائق. وبهذه الأساليب، يكون هؤلاء قد أسهموا في وضع إطار أيديولوجي يرسم الحدود المعرفية حول القضايا. وأوضح الباحث ستيوارت ماكفايل هال (Stuart McPhail Hall) أن أولئك الذين يمتلكون الأدوات، ووسائل الإنتاج الإعلامي، هم من يقررون كيف يُعرِّفون الوقائع، ووجهات نظرهم يعتد بها كبناء في سياق إنتاج المعلومات، وهم من يحدد الآليات “وماذا ومَنْ يجب إسكاته، وكيف يجب أن تُقدم الأشياء، والأشخاص، والأحداث، والوقائع، للجمهور”(33). ذلك أن منتجي الأخبار هم من يقومون باختيار ما يمكن أن يُدرج في المادة الإخبارية بتحقيقه للأهمية المطلوبة، وما الذي يجب استبعاده، وما الجوانب المسموح بالكشف عنها، والتركيز عليها، وما يجب حجبه وحذفه. وبما أن أحداث الهجرة واللاجئين قد لقيت اهتمامًا كبيرًا من قبل المؤسسات الإخبارية الفرنسية في السنوات الأخيرة، فإن هذه الدراسة تسعى إلى تتبع الكيفية التي جرى من خلالها بناء المعاني في سياق التغطية الإخبارية للاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، والشرق أوسطيين، عن طريق التعرف على الأوصاف المستعملة في التقارير الإخبارية، وآليات وأساليب التأطير الإعلامي.

وترجع أصول نظرية التأطير الإعلامي إلى ما اكتشفه بعض الباحثين عندما قاموا بإجراء تحليلات للنصوص الإعلامية، فوجدوا العديد من أوجه التطابق والاختلاف في استعمال بعض المنهجيات في معالجة المواد الإخبارية(34)، وتمثيل الأحداث والوقائع. ويقصد بمفهوم الإطار -بحسب روبرت ماثيو إنتمان (Robert Mathew Entman)- تلك الآليات المستعملة التي تشمل الإدراج، والإقصاء، وكذلك التركيز على بعض النواحي من الحقيقة، وتقديمها على أنها تمثل الحقيقة كاملة، في الوقت الذي تحجب فيه الأوجه الأخرى(35). ويعتمد التأطير الخبري أيضًا على عناصر الاختيار، والإبراز(36). وللإطار الإخباري دلالة ومغزى إعلاميان؛ إذ يسهم في التعرف على دور وسائل الإعلام في تشكيل وبناء الاتجاهات الفكرية حول الظواهر المختلفة، وتكوين الرأي العام إزاء الموضوعات والقضايا التي تقدمها هذه الوسائل، حيث تصبح الوسيط الذي يقرر للجمهور أي المواضيع يُعد مهمًّا من خلال تكرار التغطية الإخبارية بشكل متواصل، مع التركيز على قضايا خاصة، وتحديد الكيفية التي يقوم عليها النقاش العام حول هذه الموضوعات، وقولبتها بما يتواءم مع التوجهات المهنية والشخصية لمنتجي هذه الأخبار(37). كما أن الأطر الخبرية تعمل على إعلاء مكانة القضايا لتصل إلى درجة الأجندات الوطنية(38) فتتحكم في الشعور العام تجاه مسائل خاصة(39)، وتقرر كيف تقدم القضايا للجمهور، وهو الأمر الذي يؤثر في سلوكيات وشعور الجمهور تجاه موضوعات النصوص الإخبارية(40). ومن هنا، فإن تأطير قضايا الهجرة والأحداث المرتبطة بها، يسهم في خلق صورة ذهنية لدى الناس، وكيفية تأويلهم للموضوعات، وكذلك يؤثر في طبيعة الحلول للقضايا المرتبطة بمشكلات الهجرة(41). لذلك فإن أخبار الهجرة والمهجرين تُعد نتاج عمليات البناء المتواصل للحقائق والذي تأثر بالعديد من المحددات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية(42).

يسجل الباحثون في مجال التغطية الإخبارية لقضايا الهجرة، واللاجئين وطالبي اللجوء، استعمال وسائل الإعلام للعديد من آليات التأطير. وقد بنى بعض هذه البحوث أطرًا نظرية للعديد من أساليب التأطير الخبري. فعلى سبيل المثال، خلصت دراسة رودني بنسون (Rodney Benson)، التي تتبعت التغطيات الإعلامية في مؤسسات الإعلام الغربي، إلى أن المعالجة الإعلامية كانت تركز بالأساس على ثنائية الإيذاء التي تقدم المهاجرين ضحايا بحاجة إلى المساعدة، وما يشكله هؤلاء من تهديدات للدول التي تؤويهم(43). كما خلص باحثون آخرون إلى أنه، وبداية من تسعينات القرن العشرين، فإن الأخبار التي تتعلق بالمهاجرين، بمن فيهم اللاجئون وطالبو اللجوء، كانت تعالج وفق الأطر الخبرية التي تشمل الجريمة، والمخاطر، والمشاكل المجتمعية. واستمرت هذه المعالجة طوال هذه الفترة وما بعدها(44).

ويرجع هذا التركيز على الجرائم إلى ممارسات منتجي الأخبار الذين يهدفون إلى تعظيم الجوانب السلبية في نوعية القضايا التي يهتمون بها من أجل زيادة أعداد المتلقين، والمستهلكين للمواد الإخبارية(45). وبما أن التركيز، والتكرار، والإبراز للجوانب السلبية، والعنف، والصراع، يُعد من الممارسات الشائعة أثناء التغطية الإخبارية للأحداث، فإنها كذلك متأصلة كقواعد مهنية، لاسيما عندما يتعلق الأمر بأخبار الهجرة التي تمثل مجالًا خصبًا لمقاربتها وفق سياقات الصراع، والعنف، والدراما(46). ولكن تقديم الأخبار وفق هذه الأطر يختلف باختلاف المؤسسات الإخبارية بالنظر إلى تباين توجهاتها، ومنطقها، وأولوياتها، وما يحظى بالاهتمام في السياق المؤسساتي(47). وهنا، يكون الجمهور ذو المعلومات المحدودة، أو المتوسطة، حول المشكلات المتعلقة بالهجرة أكثر عرضة للتأثر بالجوانب السلبية عند تعرضه للأخبار حول هذه الموضوعات(48).

ويؤكد الباحثون أن دراسات التأطير الإخباري لا تخضع لقواعد نصية تحصر النظرية وفق سياقات تحليلية محددة، بل تتعدد أدوات التأطير باختلاف الوسائط الإعلامية، وطبيعة النصوص الإخبارية، وتنوع السياسة التحريرية للمؤسسات الصحافية. وأخذًا في الاعتبار كل هذه المحددات، تستخدم الدراسة انطلاقًا من الأدبيات السابقة التي اهتمت بدراسة التغطية الإعلامية لقضايا الهجرة واللاجئين 14 آلية للتأطير الخبري لتحليل الكيفية التي جرت من خلالها عمليات نقل المعارف، والأفكار حول هذه القضايا/الأحداث في الصحف الفرنسية. فقد ركزت دراسة الباحثين، أنيتا غوتلوب (Anita Gottlob) وهاجو بومغاردن (Hajo Boomgaarden)، على مقارنة المعالجة الإعلامية لقضايا الهجرة بين الصحف النمساوية والفرنسية، وخلصت إلى أن عنصري الخوف والغموض كانا الإطارين/الآليتين الأكثر استعمالًا في تغطية الصحف الفرنسية ممثلة في “لوموند”، و”لوفيغارو”، و”لوباريزيان” (Le Parisien)(49). وأظهرت دراسة ليلي شولياراكي (Lilie Chouliaraki) ورافال زابوروفسكي (Rafal Zaborowski) نتائج متقاربة، لكنها أضافت آليتين للتأطير الإعلامي يتمثلان في الفعل، والنتائج السلبية، وهما الأكثر إبرازًا في أخبار الصحف الفرنسية في إطار تغطيتها لأزمة اللاجئين، عام 2015(50). واستخدم باحثون آخرون مجموعة من الأطر الخبرية تتمثل في الصراع، والبعد الإنساني، والمسؤولية، والنتائج، والبعد الديني/الأخلاقي(51). وقام بعد ذلك جود نوابوك أوغبودو (Jude Nwakpoke Ogbodo) وآخرون بإضافة آليتي التسييس والأثننة (Ethnicisation) للتأطير الخبري في مسعى لزيادة أعداد تلك الأطر الإخبارية الكلية(52). كما قام كايبن تشو (Kaibin Xu) بتتبع استعمالات الإطار الشارح(53)، بينما استعمل آخرون هذا الإطار إلى جانب التعاطف، والإيذاء، والأمل، في مضامين مختلفة(54).

 

  1. أساليب المعالجة الإعلامية لقضايا اللاجئين الأوكرانيين والشرق أوسطيين

المتغيرات الوصفية لعينة الدراسة

تطرح الدراسة السؤال البحثي الأول: ما خصائص ومميزات المقالات الإخبارية في عينة الدراسة، والتي عالجت قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، والشرق أوسطيين؟ وللإجابة عليه، تم تخصيص 18 متغيرًا وصفيًّا لتحقيق الهدف من التحليل. بيَّنت نتائج البحث أن الصحف الفرنسية المدروسة كانت قد خصصت مساحة كبيرة لتغطية الأحداث، والوقائع المرتبطة باللاجئين وطالبي اللجوء بشكل عام؛ إذ إن ما يقارب ثلث المقالات الإخبارية المدروسة (27.8%) جرى الحصول عليها في أول يومين فقط من شهر فبراير/شباط 2022. ففي الوقت الذي يبدو فيه تراجع في عدد المواد الإعلامية المنشورة في الأيام الموالية، يلاحظ أن هناك نوعًا من عدم الانتظام في توزيع الأخبار خلال فترة الدراسة، مع تقلبات تصل في بعض الأيام إلى الندرة، خاصة في يوم 5 مارس/آذار 2022 (انظر الشكل رقم (1)). إجمالًا، قامت صحيفة “لوفيغارو” بنشر وتوزيع أكبر عدد من المقالات الإخبارية بالمقارنة مع نظيراتها، بينما قامت “لوموند” بنشر أطولها. وأنتجت “لوفيغارو” العدد الأكبر من الأخبار حول اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، مقارنة بالصحف الأخرى، بينما نشرت “لاكروا” العدد الأكبر من المقالات الإخبارية التي تعالج قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الشرق أوسطيين مقارنة بنظيراتها. وبلغ معدل حجم المقالات الإخبارية 1567 كلمة في “لوموند”، و1077 كلمة في “ليبيراسيون”، و948 كلمة في “لاكروا”، و918 كلمة في “لوفيغارو”.

 

شكل (1): توزيع عينة البحث خلال فترة الدراسة بين 24 فبراير/شباط و24 أغسطس/آب 2022

 

 

بيَّنت مخرجات البحث -كما يظهر في الجدول رقم (3) حول المتغيرات الوصفية التي استخدمتها الصحافة الفرنسية خلال تغطيتها للقضايا والأحداث المتعلقة باللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين والشرق أوسطيين- وجود اختلافات ذات دلالة إحصائية بين اليوميات الفرنسية في إستراتيجيات التركيز على أصول اللاجئين، وطالبي اللجوء بشكل عام (X2(3, N = 250) = 7.923, p = .048). ففي السياق الأوكراني، كانت “ليبيراسيون” (16.5%)، و”لوفيغارو” (15.9%)، و”لوموند” (15.5%) متسقة فيما بينها في التركيز على القلاقل/المشاكل التي أحدثها اللاجئون، وأُدرجت في عناوين ومقدمات الأخبار، بالمقارنة مع صحيفة “لاكروا” (9.7%) (X2(3, N = 250) = 19.851, p < .001). كانت “لوموند” (43.7%) أكثر الصحف انتقادًا لسياسات الحكومات تجاه اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين عند مقارنتها بصحيفةليبيراسيون” (38.8%)، و”لوفيغارو” (13.6%)، و”لاكروا” (11.3%) (X2(3, N = 250) = 31.672, p < .001).

في المقابل، كانت صحيفة “لاكروا” (25.8%) أكثر انتقادًا لسياسات الحكومات تجاه اللاجئين وطالبي اللجوء الشرق أوسطيين مقارنة بصحيفة “ليبيراسيون” (%20)، و”لوموند” (15.5%)، و”لوفيغارو” (5.7%) (X2(3,N = 250) = 12.424, p = .006). كما قامت “لوفيغارو” (5.7%)، و”لاكروا” (1.6%) بانتقاد اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين في بعض المناسبات، بينما لم تنتقد “لوموند” و”ليبيراسيون” هذه المجموعة في أي مقالة إخبارية (X2(3, N = 250) = 9.497, p = .023). من ناحية أخرى، لم تظهر اختلافات ذات دلالة إحصائية قوية بين الصحف الفرنسية في سياق تركيزها ضمن عناوين ومقدمات أخبارها على المشاكل التي كان اللاجئون وطالبو اللجوء الشرق أوسطيين سببًا في وقوعها (X2(3, N = 250) = 1.598, p = .66)، وكذلك في إلقائهم اللوم على هذه المجموعة بافتعالها وتسببها في المشاكل المجتمعية المختلفة (X2(3, N = 250) = 2.102, p = .551).

 

جدول (3): المتغيرات الوصفية في عينة الدراسة

المتغيرات الصحف اليومية المجموع
لوموند لوفيغارو لاكروا ليبيراسيون
ك %* ك %* ك %* ك %* ك %**
إدراج أصول اللاجئين وطالبي اللجوء في النصوص الخبرية 71 100 88 100 60 96.8 85 100 304 99.3
إدراج مشاكل اللجوء المرتبطة بالشرق أوسطيين في العنوان أو المقدمة 11 15.5 14 15.9 6 9.7 14 16.5 45 14.7
إدراج مشاكل اللجوء المرتبطة بالأوكرانيين في العنوان/المقدمة 6 8.5 17 19.3 0 0 4 4.7 27 8.8
انتقاد الحكومة على سياسات اللجوء إزاء الأوكرانيين 31 43.7 12 13.6 7 11.3 33 38.8 83 27.1
انتقاد الحكومة على سياسات اللجوء إزاء الشرق أوسطيين 11 15.5 5 5.7 16 25.8 17 20 49 16
لوم الشرق أوسطيين على التسبب في المشاكل المجتمعية 14 19.7 12 13.6 7 11.3 12 14.1 45 14.7
لوم الأوكرانيين على التسبب في المشاكل المجتمعية 0 0 5 5.7 1 1.6 0 0 6 2
مجموع عينات الدراسة*** 71 100 88 100 62 100 85 100 306 100

 

ملاحظات

* النسب المئوية التي تمثلها تكرارات المتغيرات بالنسبة لعينة المقالات الخبرية لكل صحيفة على حدة.

** النسب المئوية التي تمثلها تكرارات المتغيرات مجتمعة بالنسبة للعينة الكلية للدراسة.

*** مجموع عينات الدراسة لكل صحيفة، بالإضافة إلى المجموع العام، وقد أدرجت لتذكر القارئ بأحجام العينات المدروسة بشكلها العام والخاص فقط، ولا تمثل مجموع التكرارات للمتغيرات المدروسة، بل هي مستقلة عنها.

تتم قراءة النتائج في الجدول بالنظر إلى المتغير الوصفي، وتكراره في كل جريدة، والنسبة المئوية التي يمثلها كل تكرار داخل كل جريدة حصرًا، ثم ينظر بعدها إلى المجموع العام الذي يقدم معطيات حول تكرارات كل متغير بالنسبة لعينة الدراسة الكلية مجتمعة، حيث يكون الهدف هو تقديم صورة كلية عن استعمالات كل متغير وصفي بالنسبة للصحف الفرنسية.

 

آليات التأطير الإخباري لقضايا اللاجئين الأوكرانيين والشرق أوسطيين

تطرح الدراسة السؤال البحثي الثاني: كيف تنوعت استعمالات الأطر الخبرية خلال تغطية الأحداث المرتبطة باللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، والشرق أوسطيين، في عينة الدراسة؟ وللإجابة عليه قام الباحث بتحديد 14 إطارًا خبريًّا لتحقيق الهدف من الدراسة. وتبيِّن النتائج -كما يبدو في الشكل رقم (2)- أن إطار الصراع الخبري كان الأكثر إبرازًا في عينة الدراسة. فقد ظهر في 190 من أصل 306 مقالات إخبارية بنسبة 62.09%، والتي ركزت على ميكانيزمات الصراع في سياق تغطية اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين. في المقابل، كان إطار الدين/الأخلاق الأقل استعمالًا حيث وجد فيما مجموعه 31 مقالة إخبارية بنسبة 10.13%. وأظهرت النتائج كذلك استعمال آليات التأطير الخبرية، مثل: الفعل، والنتائج المجتمعية، والأمل، والسياق، فيما يفوق نصف المقالات المدروسة لكل إطار خبري، حيث حققت نسبًا على التوالي 55.6%، و52.6%، و51%، و50.7%، في إطار تغطيتها للاجئين الأوكرانيين. كما أن آليات التأطير، مثل: المسؤولية، والتعاطف، والتسييس، وجدت فيما يقارب نصف العينة المدروسة التي تتعلق بالأوكرانيين بنسب على التوالي 49%، و48.7%، و47.1%. وعلى الرغم من أن بعض الأطر الخبرية حلَّت في مراتب متأخرة، مثل: الإيذاء (42.2%)، والأثننة (40.5%)، ومصلحة الإنسان (39.5%)، والنتائج الاقتصادية (36.9%)، والخوف (30.4%)، إلا أن وجودها يعكس مستويات التنوع في استعمال الأطر الخبرية من طرف الصحف الفرنسية خلال تغطيتها للأحداث والوقائع المرتبطة باللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين.

 

شكل (2): توزيع نسب الأطر الخبرية في تغطية

قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين

 

 

تكشف مخرجات تحليل الأطر الخبرية، كما يوضح الشكل رقم 3، أن الصحف الفرنسية ركزت على السياق، وهو أكثر الأطر الخبرية استعمالًا بنسبة 37.25%؛ إذ تكرر في 114 مقالة إخبارية من أصل 306. وتبرز محددات السياق خلال مراحل تغطية القضايا والأحداث المرتبطة باللاجئين وطالبي اللجوء الشرق أوسطيين. وكان إطار الدين/الأخلاق أقل استعمالًا بنسبة 12.09%؛ إذ تكرر في 37 مقالة إخبارية. وجاء إطار النتائج المجتمعية بنسبة 34.6%، والفعل بنسبة 34.3%، والمسؤولية بنسبة 31%. وأظهرت النتائج أن إطار التسييس، والأثننة، والمصالح الإنسانية، والأمل، قد هيمن كل واحد منها على ربع العينة المدروسة التي تخص الشرق أوسطيين، وبنسب تكرار على التوالي (29.4%، و29.1%، و26.8%، و26.5%). أما باقي الأطر الخبرية، مثل: الصراع (21.9%)، والإيذاء (21.6%)، والنتائج الاقتصادية (19.9%)، والتعاطف (16.7%)، والخوف (16.3%)، فقد حلَّت في مراكز متأخرة. وعلى الرغم من أن نسب هذه الأطر كانت أقل من النسب التي وردت في السياق الأوكراني، إلا أنها تعكس حال الاختلاف والتنوع في الاستعانة بنوعيات محددة من الأطر الخبرية من قِبَل الصحافة الفرنسية في سياق تغطياتها لقضايا اللجوء والعناصر الفاعلة فيها.

 

شكل (3): توزيع نسب الأطر الخبرية في تغطية

قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الشرق أوسطيين

 

 

وعلى الرغم من الاتساق بين الصحف الفرنسية في استعمالاتها لبعض الأطر الخبرية كالمصالح الإنسانية، والدين/الأخلاق خلال تغطياتها للأحداث والوقائع المرتبطة باللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، إلا أن العديد من الاختلافات ذات الدلالة الإحصائية المهمة ظهرت خلال فترة التحليل. فقد كانت “لوفيغارو” (73.9%)، و”لوموند” (73.2%) أكثر اتساقًا في استخدامهما لإطار الصراع الخبري مقارنة بصحيفة “ليبيراسيون” (58.8%)، و”لاكروا” (37.1%) (X2(3, N = 250) = 25.771, p < .001). وكانت أيضًا “لوفيغارو” (64.8%)، و”لوموند” (63.4%) متسقتين في تركيزهما على إطار الفعل الخبري أكثر من “ليبيراسيون” (56.5%)، و”لاكروا” (32.3%) (X2(3, N = 250) = 18.446, p < .001). وعلى مستوى كل صحيفة، كانت الأطر الخبرية، مثل النتائج المجتمعية (X2(3, N = 250) = 23.16, p < .001)، والنتائج الاقتصادية (X2(3, N = 250) = 9.888, p = .02)، والخوف (X2(3, N = 250) = 13.261, p < .001) أكثر إبرازًا في المقالات الإخبارية بصحيفة “لوموند” بهذه النسب على التوالي (63.4%، و45.1%، و45.1%)، بالمقارنة مع صحيفة “لوفيغارو” (59.1%، و36.4%، و29.5%)، و”ليبيراسيون” (56.5%، و42.4%، و29.4%)، و”لاكروا” (25.8%، و21%، و16.1%).

من جهة أخرى، كانت الأطر الخبرية، مثل: الأمل (X2(3, N = 250) = 11.116, p = .011)، والتعاطف (X2(3, N = 250) = 12.024, p = .007)، والمسؤولية (X2(3, N = 250) = 17.279, p = .001)، والإيذاء (X2(3, N = 250) = 14.415, p = .002) أكثر استخدامًا من قِبَل “لوفيغارو” وفقًا لهذه النسب على التوالي (61.4%، و59.1%، و58%، و56.8%) مقارنة بالمقالات الإخبارية في “لوموند” (52.1%، و50.7%، و53.5%، و45.1%)، و”ليبيراسيون” (51.8%، و49.4%، و52.9%، و30.6%)، و”لاكروا” (33.9%، و30.6%، و25.8%، و33.9%). في المقابل، كانت صحيفة “لاكروا” الأقل تركيزًا على أطر الأثننة (4.8%)، والتسييس (24.2%)، والسياق (33.9%) مقارنة بصحيفة “ليبيراسيون” (42.4%، و49.4%، و49.4%)، و”لوموند” (50.7%، و54.9%، و59.2%)، و”لوفيغارو” (55.7%، و54.5%، و56.8%). وكانت هذه الاختلافات بين الصحف ذات دلالات إحصائية تكشف اتجاهات التغطية ومرتكزاتها (X2(3, N = 250) = 44.318, p < .001؛ X2(3, N = 250) = 16.945, p = .001؛ وX2(3, N = 250) = 10.43, p = .015، على التوالي).

 

شكل (4): توزيع نسب الأطر الخبرية بحسب كل صحيفة

في تغطية قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين

 

 

على الرغم من وجود اتساق بين الصحف المدروسة في استعمالاتها لأطر الأثننة، والمسؤولية، والمصالح الإنسانية، والخوف، والدين/الأخلاق الإخبارية (أي عدم وجود اختلافات ذات دلالة إحصائية في استخداماتها لهذه الأطر)، إلا أن العديد من الاختلافات رُصدت على مستوى كل صحيفة. وتبيِّن النتائج، كما يظهر في الشكل رقم (5)، أن صحيفة “لاكروا “كانت أكثر إبرازًا للأطر الخبرية، مثل السياق (59.7%)، والفعل (56.5%)، والنتائج المجتمعية (50%)، والأمل (50%)، والإيذاء (40.3%) بالمقارنة مع استخدام “ليبيراسيون” لتلك الأطر بهذه النسب على التوالي (36.5%، و34.1%، و31.8%، و18.8%، و17.6%)، و”لوموند” (29.6%، و28.2%، و31%، و23.9%، و19.7%)، و”لوفيغارو” (28.4%، و23.9%، و29.5%، 19.3%، و13.6%).

وبيَّنت اختبارات الدلالة الإحصائية بين المتغيرات أن تلك الاختلافات كانت دالة إحصائيًّا بين مفردات عينة الدراسة. في المقابل، كانت “لوفيغارو” الأقل استعمالًا للأطر الخبرية، مثل التعاطف (5.7%)، والصراع (9.1%)، والتسييس (19.3%) بالمقارنة مع “ليبيراسيون” التي استخدمت هذه الأطر بنسب على التوالي (15.3%، و25.9%، و34.1%)، و”لوموند” (16.9%، و19.7%، و28.2%)، و”لاكروا” (33.9%، و37.1%، و38.7%). وأظهرت اختبارات الدلالة الإحصائية أن هذه الاختلافات كانت دالة إحصائيًّا بين الصحف واستعمالاتها لهذه الأطر الخبرية (X2(3, N = 250) = 20.976, p < .001؛ X2(3, N = 250) = 17.801, p < .001؛ X2(3, N = 250) = 7.86, p = .049، على التوالي). أما صحيفة “ليبيراسيون”، فكانت الأقل تركيزًا على النتائج المجتمعية كإطار خبري؛ إذ رصد هذا الأخير في حدود 11.8% من أخبار الصحيفة مقارنة بنسبة 50% في “لاكروا”، و29.5% في “لوفيغارو”، و31% في “لوموند”.

 

شكل (5): توزيع نسب الأطر الخبرية بحسب كل صحيفة

في تغطية قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الشرق أوسطيين

 

 

التأطير الإخباري لقضايا اللاجئين والاستقطاب الأيديولوجي

بيَّنت نتائج التحليل أن الصحافة الفرنسية أولت اهتمامًا كبيرًا لتغطية قضايا الهجرة واللاجئين وطالبي اللجوء، لاسيما في صحيفتي “لوفيغارو” و”ليبيراسيون”. وتحتل “لوفيغارو” المرتبة الثانية في فرنسا من حيث نسب المقروئية والمبيعات؛ إذ تعتبر قضايا الهجرة واللاجئين وطالبي اللجوء شأنًا داخليًّا، ومسألة وطنية بامتياز. وأظهرت النتائج أيضًا أن عدد الأخبار التي تناولت قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين تجاوز عدد الأخبار التي ركزت على الشرق أوسطيين خلال فترة الدراسة. ويُعزى ذلك إلى الممارسات الصحافية، واختيارات منتجي الأخبار، في الصحف الفرنسية، حيث تعتبر مؤسسات الأخبار الهاجس القانوني أساسًا للتعاطي مع النقاش الإعلامي والصحافي حول قضايا الهجرة واللجوء وفاعليهما. وهي تقاليد متأصلة في الميديا الفرنسية، وقد جرى انتقاد هذه الممارسات من قِبَل العديد من النقاد الذين لاموا الصحف الغربية على تحيزها لقضايا الأوكرانيين على حساب غير الأوروبيين(55).

وأظهرت نتائج الدراسة أن إطار الصراع كان مهيمنًا في سياق التغطية الإخبارية لقضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، بينما كان السياق الإطار الغالب في مقالات الأخبار حول قضايا الشرق أوسطيين، لكن إطار الدين/الأخلاق كان الأقل استخدامًا في كلتا الحالتين. وعلى الرغم من أن نتائج البحث أبرزت أن “لوموند” و”لوفيغارو” و”ليبيراسيون” كانت متسقة في التركيز على القلاقل والمشاكل التي تسبب فيها اللاجئون وطالبو اللجوء الشرق أوسطيين، وفي إلقاء اللوم على الحكومات بسبب سياساتها تجاه اللاجئين، وخاصة الأوكرانيين، فإن تركيزها على إطار الصراع في سياق تغطيتها لقضايا وأحداث اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين يمكن تفسيره بسعي منتجي المحتوى الإعلامي في فرنسا لخلق نوع من الهوة بين الفاعلين الأساسيين في النقاش حول الهجرة واللجوء، وذلك لجذب أكبر عدد من الجمهور.

وتتوافق هذه النتائج مع ما توصلت إليه بعض الدراسات التي أثبتت أن وسائل الإعلام الرئيسية أعطت الأولوية لتغطية الجدال القائم بين مختلف الأطراف، وذلك أن إدراج الصراع في النص الخبري يضفي عليه طابع الدراما بما يجعل الخطاب يبدو شعبويًّا، وهو ما يشد اهتمام الجمهور إلى المحتوى الإعلامي(56). من جهة أخرى، فإن استعمال آلية السياق لتأطير الأحداث والقضايا المرتبطة باللاجئين وطالبي اللجوء الشرق أوسطيين بشكل مبالغ فيه يجعل المقاربة تبدو تفسيرية محضة، وهو ما قد يحمل الجمهور على النظر لتلك القضايا وفقًا لما تم التعرض له في الأخبار، فيشكل الجمهور آراء قد تتلاءم مع وجهات وآراء وأحكام تلك الصحف. وكما تصرح الصحف الفرنسية في بياناتها الرسمية، فإن تلك المؤسسات تضع نفسها رهن إشارة النظام الهيكلي لوسائل الإعلام والاتصال الوطنية، والتي يمكن أن تخدم أجندات سياسية محددة. ومن ثم، فإن أيديولوجيا هذه المؤسسات تمثل محددات أساسية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار خاصة في ضوء طغيان إطار السياق، والذي يتجاوز في تكراره كل أدوات التأطير المدروسة، في أخبار اللاجئين وطالبي اللجوء الشرق أوسطيين. ويمكن لهذه المخرجات أن تسهم في خلق حالة من الاستقطاب الأيديولوجي من خلال التركيز على هذه الأطر الخبرية انسجامًا مع الأيديولوجيات السياسية لهذه المؤسسات.

ففي “لوموند”، كان إطار الصراع الأكثر إبرازًا في المقالات الإخبارية المتعلقة باللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين؛ إذ وجد فيما يقارب ثلاثة أرباع أخبار الصحيفة، بينما هيمنت الأطر الخبرية، مثل: النتائج المجتمعية، والسياق، والأثننة، على النصوص الإخبارية حول الشرق أوسطيين، والتي تم رصدها فيما يقارب ثلث العينة لكل إطار خبري. أما إطار الدين/الأخلاق فكان الأقل استعمالًا. ومن خلال التركيز على إطار الصراع، بالموازاة مع طغيان إطار النتائج المجتمعية في الأخبار المنشورة حول المجموعتين، فإن الصحيفة كانت تراهن على كشف هاتين المجموعتين من الأقليات، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تعزيز الشعور بعدم التعاطف مع فاعليها، ويغذي السلوكيات السلبية باتجاههما. يأتي هذا في الوقت الذي تتمتع فيه “لوموند” بالثقة الجماهيرية بشأن جودة الأخبار بالنسبة للمواطنين الفرنسيين أو للأشخاص المتحدثين بالفرنسية(57). وعلى الرغم من ذلك، أظهرت النتائج أن الصحيفة كانت الأكثر توازنًا مقارنة بالصحف الأخرى، حيث استخدم منتجو الأخبار العديد من وجهات النظر بما لا يقل عن إطارين خبريين في كل مقال صحفي في ذات الوقت، وذلك وفق منهجية الدمج بين مختلف الأطر الخبرية حول كلتا المجموعتين من اللاجئين وطالبي اللجوء، وهو الأمر الذي جعل معدلات التنوع تتراوح بين استعمال جميع الأطر الخبرية، أو تسعة أطر على الأقل في كل مقالة إخبارية في سياق تغطية قضايا اللاجئين الأوكرانيين، وكل الأطر، أو إطارين خبريين على الأقل، في المقالات حول الشرق أوسطيين. وكما يبدو من خلال النتائج، فإن معدلات التنوع في الأطر الخبرية في السياق الأوكراني بلغت أكثر من أربعة أضعاف تلك المستعملة في السياق الشرق أوسطي. كما أن السرديات الخاصة باللاجئين وطالبي اللجوء كانت مغيبة في المقالات الصحفية التي ركزت على الأطر الخبرية، مثل التسييس، والنتائج المجتمعية، والاقتصادية، والمسؤولية بالمقارنة مع تلك التي أظهرت نوعًا من القبول لهاتين المجموعتين، والتي ارتكزت بالأساس على الأطر الخبرية، مثل المصالح الإنسانية، والأمل، والتعاطف.

أما بخصوص التغطية الإخبارية في “لوفيغارو”، فقد أظهرت النتائج وجود بعض التشابه مع الصحف الأخرى؛ إذ اعتمدت على إطار الصراع بشكل كبير والذي تجاوز ثلاثة أرباع العينة المدروسة حول اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، بينما تصدر إطار النتائج المجتمعية والسياق مجموع الأخبار حول الشرق أوسطيين فيما يقارب ثلاثة أعشار المقالات المدروسة لكل إطار خبري. وكان إطار الدين/الأخلاق الأقل استخدامًا. ولعل ما ميز التغطية هو كثافة الأطر الإخبارية المستعملة خلال تغطيتها للأحداث حول الأوكرانيين، حيث تجاوز العدد الإجمالي لتلك الأطر سبعة من أصل عشرة (71.4%) في السياق الأوكراني، بينما بلغت نسبة تلك الأطر 14.2% في سياق الأخبار حول الشرق أوسطيين. وتعكس هذه النتائج السياسة التحريرية للصحيفة التي عالجت الأخبار من زوايا اليمين المعتدل؛ إذ سعى الصحفيون إلى الإحاطة بجميع الجوانب المتعلقة بقضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، كما دلَّلت تغطياتها على أن اليمين/وسط فضَّل هذه الأقلية على أولئك القادمين من الشرق الأوسط. واستخدمت “لوفيغارو” العديد من الأطر الخبرية بشكل موسع، مثل الأمل، والتعاطف، والإيذاء كنوع من الخطاب غير المسيس(58)، ونظرت إلى الأوكرانيين باعتبارهم لا يشكلون تهديدًا لفرنسا مقارنة بالشرق أوسطيين الذين قامت الصحيفة بالتركيز على أعراقهم (إطار الأثننة)، وهو الإطار الثالث الأكثر استخدامًا. ويتفق ذلك مع ما توصلت إليه نتائج بعض الدراسات التي اعتبرت أن الأطراف والمجموعات الاجتماعية التي تشكل تهديدات ضعيفة للنظام العام تواجه القليل من التهميش خلال عمليات التأطير الإخباري للقضايا المرتبطة بها(59).

وأظهرت نتائج الدراسة فيما يتعلق بتحليل الأطر الخبرية التي استخدمتها “ليبيراسيون” أن الصراع كان الإطار الغالب في أخبارها، حيث رُصد فيما يقارب ستة من أصل عشرة أخبار، بينما كان إطار السياق الأقل استعمالًا خلال تغطية الوقائع حول اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين. في المقابل، كان إطار السياق هو الغالب في حوالي ثلث الأخبار التي تناولت قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الشرق أوسطيين، أما إطار النتائج الاقتصادية فكان الأقل استعمالًا. وكانت “ليبيراسيون” الصحفية أكثر توازنًا من حيث عدد الأطر الإخبارية المستعملة، والأكثر تنوعًا مقارنة بالصحف المدروسة في سياق تأطيرها لقضايا الهجرة واللاجئين والنقاشات الدائرة حولها. وحرصت التغطية الخبرية للصحيفة على تتبع جذور وأسباب اللجوء لدى كلتا المجموعتين العرقيتين، وكذلك في تركيزها على المطالب الحقوقية، ومحن اللاجئين، وطالبي اللجوء (إطار مصلحة الإنسان)، وحجم عدم المساواة (التعاطف، والإيذاء) الذي تعرض له هؤلاء. وقد أدرجت الصحيفة المشاكل التي تسبب فيها الأوكرانيون في أربع مواد إخبارية فقط، ولم تلق باللوم على هذه المجموعة العرقية قط لتسببها في تلك المشاكل المجتمعية، كما فعلت في عُشري الأخبار حول الشرق أوسطيين. وبيَّنت النتائج أن التغطية الإعلامية لسياسات الحكومات تجاه اللاجئين وطالبي اللجوء كانت ذات حمولة من التعاطف (لصالح المهاجرين واللاجئين) خلافًا للتغطية السلبية (ضد هؤلاء). ويمكن تفسير ذلك في ضوء الاتجاه السياسي اليساري لصحيفة “ليبيراسيون”، والذي يؤثر في توجهاتها في تغطية القضايا المختلفة.

وأظهرت نتائج البحث حول الأطر الخبرية التي استخدمتها صحيفة “لاكروا” أن الصراع كان الإطار المهيمن، والذي جرى الاعتماد عليه بشكل كبير خلال مراحل التغطية الإخبارية لقضايا اللاجئين وطالبي اللجوء الأوكرانيين، بينما حلَّ إطار الأثننة بأقل نسبة استعمال مقارنة بالأطر الأخرى. أما في سياق تغطية قضايا الشرق أوسطيين، فقد هيمن كل من السياق والفعل على ما يقارب ستة أعشار الأخبار لكل واحد منهما، بينما تذيل التسييس ترتيب الأطر الخبرية المستعملة في التغطية. ما يلفت الانتباه، وخلافًا للصحف الأخرى، أن نسب استعمال الأطر الخبرية لتغطية قضايا اللاجئين الشرق أوسطيين تجاوزت تلك المستعملة في قضايا الأوكرانيين بحوالي الضعف. كما أظهرت التنوع على مستوى منهجية الدمج بين أكثر من إطار خبري في المادة الإعلامية الواحدة، وهو ما مكَّنها من الحفاظ على رؤيتها المعتدلة خلال مراحل إنتاج الأخبار حول هذه الأقليات، وتعاملها مع تلك القضايا وفقًا للاختلاف في وجهات النظر.

ولاحظ الباحث أن “لاكروا” كانت حذرة في انتقاداتها لسياسة الحكومات تجاه اللاجئين وطالبي اللجوء، وكذلك في لومها لهذه الأقليات على التسبب في المشاكل لدى بلدان الاستقبال. وتسلط هذه النتائج الضوء على ممارسات منتجي المحتوى الإخباري في الصحيفة؛ إذ تبدو حريصة على تقديم المواد الإعلامية وفقًا لمبادئ الاعتدال المهنية، وتسعى لتقليل الانتقادات التي قد توجه لها من قِبَل المختصين في الشأن الإعلامي إذا قامت بعكس ذلك(60).

إن مخرجات الدراسة جاءت لإسناد بعض المسائل ذات الاهتمام العام حول القضايا المهمة، وهنا تبدو المعالجة الإعلامية لقضايا الهجرة واللاجئين مسألة داخلية، وتعتمد الصحف الفرنسية على السرديات الرسمية بما يجعل هذه المؤسسات تبدو مقيدة من طرف السلطة. وظل هذا التقييد في الممارسة الإعلامية تقليدًا تشرف عليه القوى المهيمنة على سوق الإعلام، وتحدد خطوطه وجهات النظر المؤسساتية عوضًا عن الأيديولوجيات، والنماذج الفكرية لكل مؤسسة(61). إن إلقاء اللوم الضمني أو الصريح على اللاجئين وطالبي اللجوء، والسعي إلى إلصاق توصيفات العنف، والجريمة، والخروج عن القانون بهذه الأقليات، وخاصة القادمين من الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تهميش قضاياهم المصيرية، ومحنهم، والأسباب العميقة التي أرغمت هؤلاء على اللجوء من مواطنهم الأصلية، يدل على أن المعالجة الإخبارية لقضايا اللجوء استعملت فيها بعض المحددات المعيارية. هذا يعني أن تقديم اللاجئين وطالبي اللجوء باعتبارهم منحرفين ومجرمين وفوضويين يعكس نوع التغطية الخبرية التي جرت وفق تصورات ذهنية نمطية وقوالب فكرية وبراديغمات ثقافية(62). وهي تقاليد قد تعزز الشعور السلبي تجاه هذه الأقليات، وتخلق نوعًا من الاستقطاب الأيديولوجي بين الجمهور في نظرته لهذه الأقليات وذلك عن طريق التركيز على بعض الأطر الخبرية على حساب أخرى تتعاطف مع قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء، وخاصة تجاه المجموعات الإثنية القادمة من الشرق الأوسط. وبالرغم من طغيان أساليب الإدراج، والإبراز، والحجب، إلا أن العديد من الاختلافات الدالة وُجدت بين الصحف الفرنسية في معالجاتها الإخبارية، والتي تختلف باختلاف أيديولوجياتها السياسية، وتوجهاتها المهنية في سياق استعمالاتها لمزيج من الأطر الخبرية التي قد تحدد بارامترات السياسة التحريرية، وقواعد النقاش، وتقود إلى اختلافات في وجهات النظر حول القضايا المتعددة(63).

 

المراجع

(1) Katherine Clayton et al., “Exposure to Immigration and Admission Preferences: Evidence from France,” Political Behavior, Vol. 43, No. 1 (2021): 175-200.

(2) Bruce Stokes, “The immigration crisis is tearing Europe apart,” Foreign Policy, July 22, 2016, “accessed December 12, 2022”. https://rb.gy/nidou.

(3) UN Migration, “World Migration Report 2022,” IOM, 2022, “accessed December 12, 2022”. https://rb.gy/g0gl6.

(4) Marta Jaroszewicz et al., “The Ukrainian Refugee Crisis Demands New Solutions,” Nature Human Behaviour, Vol. 6, No. 6, (2022): 750-750.

(5) Valeria Bello, “The Spiralling of the Securitisation of Migration in the EU: From the Management of a ‘Crisis’ to a Governance of Human Mobility?,” Journal of Ethnic and Migration Studies, Vol. 48, No. 6, (2022): 1327-1344.

(6) Antonis Kalogeropoulos, Nic Newman, “Skip to Explore the Report Who Uses Alternative and Partisan Brands?,” Digital News Report, (2018), “accessed December 12, 2022”. https://rb.gy/q5y0e.

(7) Shani Orgad, Media representation and the global imagination, (Cambridge: Polity Press, 2014), 109.

(8) Majid KhosraviNik, “The Representation of Refugees, Asylum Seekers and Immigrants in British newspapers During the Balkan Conflict (1999) and the British General Election (2005),” Discourse & Society, Vol. 20, No. 4, (2009): 477-498.

(9) Myria Georgiou, Rafal Zaborowski, “Media Voverage of the “Refugee Crisis”: A Cross-European Perspective,” Council of Europe, DG1 (2017)03, “accessed December 13, 2022”. https://rb.gy/rbdmd.

(10) Ceri Mollard, “Asylum: The Truth behind the Headlines,” Oxfam GB, October 23, 2001, “accessed December 13, 2022”. https://rb.gy/7ns58.

(11) Daniel Riffe et al., Analyzing Media Messages: Using Quantitative Content Analysis in Research, (London: Lawrence Erlbaum Associates, 1998), 23.

(12) “Paid Circulation Volume of National Newspapers in France 2022,”” Statista, March 15, 2023, “accessed March 15, 2023”. https://rb.gy/b77ft.

(13) “Le Figaro: Chiffre de diffusion,” ACPM, 2023, “accessed June 15, 2023”. “https://www.acpm.fr/Support/le-figaro.

(14) “Monthly Print Run of the Newspaper Libération in France 2021,” Statista, 2023, “accessed June 15, 2023”. https://rb.gy/wob09.

(15) “La Croix: Daily Newspaper,” Euro-Topics: European Press Roundup, 2023, “accessed June 15, 2023”. https://rb.gy/2yyu2.

(16) Matthew Lombard, “Content Analysis in Mass Communication: Assessment and Reporting of Intercoder Reliability,” Human communication research, Vol. 28, No. 4, (2002): 587-604.

(17) Ibid.

(18) Ibid.

(19) Ibid.

(20) William A. Gamson, Talking politics. New York, (NY: Cambridge university press, 1992), 163.

(21) Ibid, 96.

(22) Ibid, 2.

(23) Ibid, 151.

(24) Ibid, 262.

(25) Ibid, 261.

(26) Ibid, 262.

(27) Ibid, 261.

(28) Ibid, 283.

(29) Ibid, 242.

(30) Ibid.

(31) Ceri Mollard, “Asylum: The Truth behind the Headlines,” Oxfam GB, October 23, 2001, “accessed December 13, 2022”. https://rb.gy/7ns58.

(32) Robert Entman, “Framing: Toward Clarification of a Fractured Paradigm,” Journal of Communication, Vol. 43, No. 4, (1993): 51-58.

(33) Stuart Hall, “Media Power and Class Power” in Bending Reality: The state of the Media, eds.  James Curran et al., (London: Pluto Press, 1986): 5-14.

(34) Russell Neuman et al., Common knowledge: News and the construction of political meaning, (University of Chicago Press, 1992), 34.

(35) Ibid, 55.

(36) Kirk Hallahan, “Seven Models of Framing: Implications for Public Relations,” Journal of Public Relations Research, Vol. 11, No. 3, (1999): 205-242.

(37) Shanto Iyengar, Adam Simon, “News Coverage of the Gulf Crisis and Public Opinion: A Study of Agenda-Setting, Priming, and Framing,” Communication research, Vol. 20, No. 3, (1993): 365-383.

(38), Dietram A. Scheufele, David Tewksbury, “Framing, Agenda Setting, and Priming: The evolution of Three Media Effects Models,” Journal of communication, Vol.  57, No. 1, (March 2007): 9-20.

(39) Ibid, 9-20.

(40) Ibid, 9-20.

(41) Murray Edelman, Constructing the Political Spectacle, (University of Chicago Press, 1988), 10.

(42) Erving Goffman, Frame Analysis: An Essay on the Organization of Experience, (Harvard University Press, 1974), 346.

(43) Rodney Benson, Shaping immigration news: A French-American comparison, (Cambridge University Press, 2013), 125.

(44) Laura Jacobs et al., “Back to Reality: The Complex Relationship between Patterns in Immigration News Coverage and Real-World Developments in Dutch and Flemish newspapers (1999–2015),” Mass Communication and Society, Vol. 21, No. 4, (2018): 473-497.

(45), Daniel C. Hallin, Paolo Mancini, Comparing Media Mystems: Three Models of Media and Politics, (Cambridge university press, 2004), 48.

(46) Simon Cottle, Ethnic Minorities & the Media: Changing Cultural Boundaries, (New York: McGraw-Hill Education (UK), 2000), 4.

(47) Ibid, 743.

(48) Christian Schemer, “The influence of News Media on Stereotypic Attitudes toward Immigrants in a Political Campaign,” Journal of Communication, Vol. 62, No. 5, (2012): 739-757.

(49) Anita Gottlob, Hajo Boomgaarden, “The 2015 Refugee Crisis, Uncertainty and the Media: Representations of Refugees, Asylum Seekers and Immigrants in Austrian and French media,” Communications, Vol. 45, No. s1 (2020): 841-863.

(50) Ibid, 841-863.

(51)  انظر:

– Patti M. Valkenburg et al., “The Effects of News Frames on Readers’ Thoughts and Recall,” Communication research, Vol. 26, No. 5, (1999): 550-569.

– Holli A. Semetko, Patti M. Valkenburg, “Framing European Politics: A Content Analysis of Press and Television News,” Journal of Communication, Vol. 50, No. 2, (2000): 93-109.

– Shanto Iyengar, “Television News and Citizens’ Explanations of National Affairs,” American Political Science Review, Vol. 81, No. 3, (1987): 815-831.

(52) Jude Nwakpoke Ogbodo et al., “Communicating Health Crisis: A Content Analysis of Global Media Framing of COVID-19,” Health Promotion Perspectives, Vol. 10, No. 3, (2020): 257-269.

(53) Kaibin Xu, “Framing Occupy Wall Street: A Content Analysis of the New York Times and USA today,” International Journal of Communication, Vol. 7, (2013): 21.

انظر: (54)

– Seon-Kyoung An, Karla K. Gower, “How Do the News Media Frame Crises? A Content Analysis of Crisis News Coverage,” Public Relations Review, Vol. 35, No. 2, (2009): 107-112.

– Karina Horsti, “Overview of Nordic Media Research on Immigration and Ethnic Relations: From Text Analysis to the Study of Production, Use and Reception,” Nordicom review, Vol. 29, No. 2, (2008): 275-293.

– Tsung-Jen Shih et al., “Media Coverage of Public Health Epidemics: Linking Framing and Issue Attention Cycle toward an Integrated Theory of Print News Coverage of Epidemics,” Mass Communication & Society, Vol. 11, No. 2, (2008): 141-160.

(55) Nicholas Startin, “Marine Le Pen, the Rassemblement National and Breaking the ‘Glass Ceiling’? The 2022 French Presidential and Parliamentary Elections,” Modern & Contemporary France, Vol. 30, No. 4, (2022): 427-443.

(56) Frank Denton, “Crime Coverage is Tailor Made for Newspaper,” in The local News Handbook Reston, “accessed December 12, 2022”. http://www.ASNE.org.

(57) Ibid.

(58) Mathilde Colin, “Depoliticizing Discourses. The Role of Editorials in the Reproduction of Consensus: Assessing the Media Coverage of the Yellow Vest Movement,” Unpublished bachelor’s thesis, (Malmö University Electronic Publishing, 2019), 36-43.

(59) Joseph Man Chan, Chin-Chuan Lee, “Journalistic Paradigms on Civil Protests: A Case Study of Hong Kong,” in The News Media in National and International Conflict, (1984): 183-202.

(60) Nael Jebril, Mohammed El Bouzidi, “Framing the Yellow Vests Protests in the French Press,” Journalism Practice, (June 22, 2022): 1-20.

(61) Francis Fukuyama, Andrew Grotto, “Comparative Media Regulation in the United States and Europe,” in Social Media and Democracy: The State of the Field and Prospects for Reform, eds. Nathaniel Persily, Joshua Tucker, (Cambridge University Press, 2020): 199-219.

(62) Ibid.

(63) Claes H. de Vreese, “Identifying Information and Tenor in Texts,” Information Design Journal, Vol. 13, No. 1, (2005): 51-62.

 

 

 

 

 

* محمد البوزيدي، صحافي وباحث في مجال الاتصال والإعلام.

Mohammed El Bouzidi, Journalist and Researcher in Mass Communication and Media Studies.