رسائل جامعية
رسالة ماجستير Thesis Master’s
إعداد – by
نجاة منزري – Nadjet Menzri
ناصف الدين نية كرم – Nassef Eddine Nia Karam
إشراف – Supervisor
د. نور الإسلام غدار –Gheddar Dr. Nour El Islem
كلية علوم الإعلام والاتصال السمعي البصري، جامعة صالح بوبنيدر قسنطينة 3، الجزائر
University of Constantine 3 – Salah Boubnider
Faculty of Media, Communication and Audiovisual Sciences
Algeria
السنة – Year
2022-2021
اللغة: العربية – Language: Arabic
مقدمة
تحرص وسائل الإعلام السمعية البصرية التي تحظى بإقبال جماهيري كبير على تغطية الأحداث والتطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وتُعد قناة الجزيرة من أبرز الفضائيات الدولية التي دأبت على معالجة تطورات هذه القضية ومساراتها المختلفة من خلال برامجها الإخبارية والحوارية المتعددة. ويركز النشاط الإخباري للقناة على معالجة الأبعاد الجيوسياسية والقانونية والحقوقية والإنسانية للقضية الفلسطينية.
لقد تحوَّلت قناة الجزيرة منذ انطلاق بثها، في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1996، إلى مرجع إعلامي موثوق للجمهور، وخاصة في تغطيتها المستمرة لتطورات القضية الفلسطينية، بما في ذلك الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة طوال العقد الماضي؛ إذ ظلت تمثِّل مصدرًا مهمًّا للجمهور لمتابعة انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وتوثيق جرائمه. واهتمت الجزيرة بمعالجة اللحظات السياسية التي تمثِّل انعطافًا في القضية الفلسطينية، لاسيما اتفاقيات أبراهام التي أبرمتها بعض الدول العربية مع إسرائيل، في سياق تطبيع العلاقات بينهما في نهاية العام 2020، خلال فترة حكم إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب. وحظي هذا الموضوع باهتمام البرامج الإخبارية والحوارية للقناة، مثل البرنامج الأسبوعي “فوق السلطة” الذي انطلق بث حلقاته في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
في هذا السياق، تبحث الدراسة سؤالًا محوريًّا عن أبعاد المعالجة الإعلامية لقضية التطبيع في هذا البرنامج: كيف عالجت قناة الجزيرة قضية التطبيع مع إسرائيل من خلال برنامج “فوق السلطة” مضمونًا وشكلًا؟
وتتفرع عن هذا السؤال مجموعة من القضايا الجزئية التي تُحدد سمات مضمون وشكل المعالجة:
– ما الموضوعات الرئيسة والمجالات المرتبطة بقضية التطبيع مع إسرائيل والتي عالجها برنامج “فوق السلطة”؟
– ما محاور اهتمام الحدث والشخصية في معالجة قضية التطبيع مع إسرائيل في برنامج “فوق السلطة”؟
– ما المصادر المستخدمة في معالجة قضية التطبيع مع إسرائيل في البرنامج؟
– ما الأطر الإعلامية والمرجعية التي قُدِّمت فيها قضية التطبيع مع إسرائيل في برنامج “فوق السلطة”؟
– ما أهداف برنامج “فوق السلطة” من المعالجة الإعلامية لقضية التطبيع مع إسرائيل؟
– ما الجمهور الأكثر استهدافًا من مضمون المعالجة الإعلامية لقضية التطبيع مع إسرائيل في برنامج “فوق السلطة”؟
– ما اللغة المستخدمة في معالجة قضية التطبيع مع إسرائيل في برنامج “فوق السلطة”؟
– ما الأساليب المستخدمة في معالجة قضية التطبيع مع إسرائيل في البرنامج؟
تبدو أهمية الدراسة، التي أعدَّها الباحثان نجاة منزري وناصف الدين نية كرم، من خلال سياقات المرحلة الجديدة التي تعيشها القضية الفلسطينية في ظل جهود إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، لخلق واقع جيوسياسي جديد تحظى فيه إسرائيل بعلاقات طبيعية مع دول المنطقة العربية، بينما لا يزال الحل السياسي لجذور القضية يراوح مكانه. كما ترتبط أهمية الدراسة بالمكانة التي تحظى بها القضية الفلسطينية رغم جهود الدعاية الإسرائيلية لنزع الطابع التحريري عنها، ما يجعل منها قضية رأي عام تجب متابعة تطوراتها في الإعلام وبحث موقعها في الأجندة الإخبارية والبرامجية. وتسمح الدراسة أيضًا باستكشاف السياسة التحريرية لقناة الجزيرة تجاه التطبيع الذي لجأت إليه بعض الدول العربية في علاقتها مع إسرائيل من خلال برنامج “فوق السلطة”. وتركز الدراسة على تحديد القضايا والمواضيع التي عالجها البرنامج، والتعرف على المصادر المعتمدة في تغطية القضية، والأطر التي استُخدمت في تقديم التطبيع، واتجاه المعالجة الإعلامية للقضية، فضلًا عن المدة الزمنية المخصصة لقضية التطبيع في حلقات البرنامج، واللغة التي استخدمت في معالجتها، وتحديد الأنواع الصحفية لتغطية موضوع التطبيع مع إسرائيل، وبحث الأساليب المستخدمة في المعالجة الإعلامية.
منهجيًّا، اعتمدت الدراسة تحليل المحتوى وهو أداة منهجية للدراسة الكمية والكيفية لمضمون وسيلة الاتصال، وكذلك أداة لملاحظة ووصف مادة الاتصال. ويتكون من مجموعة الخطوات المنهجية التي تسعى إلى اكتشاف المعاني الكامنة في المحتوى والعلاقات الارتباطية بهذه المعاني من خلال البحث الكمي الموضوعي والمنظم والسمات الظاهرة في هذا المحتوى. وتُحلِّل الدراسة عينة قصدية من حلقات برنامج “فوق السلطة” بلغ عددها 16 حلقة خلال العام 2021؛ لأنها تحوي أكبر قدر من المعطيات التي تستجيب لأهداف البحث ونوع المقاربة التي يعتمدها في رصد قضايا التطبيع. وتستعين الدراسة بنظرية الأطر الإعلامية في فهم وتحليل محتوى برنامج “فوق السلطة”، والتي تسمح للباحث بقياس المحتوى الضمني للرسائل الإعلامية، كما تقدم تفسيرًا منظمًا لدور وسائل الإعلام في تشكيل الأفكار والاتجاهات حول القضايا البارزة، والاستجابات المعرفية والوجدانية حيال ذات القضايا. وتفترض النظرية أن الأحداث لا تنطوي في حد ذاتها على مغزى معين، وإنما تكتسب مغزاها من خلال وضعها في إطار يحددها وينظمها ويضفي عليها قدرًا من الاتساق من خلال التركيز على بعض جوانب الموضوع وإغفال جوانب أخرى.
ويؤكد روبرت إنتمان (Robert Entman) أن تأثير الأطر لا يتحقق فقط من خلال إبراز بعض الجوانب في الأحداث أو الوقائع، ولكن أيضًا من خلال الحذف أو الإغفال لجوانب أخرى، أو تقديم توصيات خاصة من جانب القائم بالاتصال. ويشكِّل الإطار الإعلامي عملية هادفة تقوم فيها وسائل الإعلام والقائمون بالاتصال بإعادة تنظيم المحتوى الإخباري ووضعه في إطار من أطر اهتمام المتلقين وإدراكهم، أو الاقتناع بالمعنى أو المغزى الذي يستهدفه بعد إعادة التنظيم.
- دلالات “ماذا قيل؟” في المعالجة الإعلامية لقضية التطبيع
الموضوعات الرئيسة
تُبيِّن نتائج الدراسة أن موضوع “تطبيع الإمارات مع إسرائيل” حظي باهتمام برنامج “فوق السلطة” بنسبة بلغت 27.94% من مجموع الموضوعات، وهي ذات النسبة لموضوع “الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين”. وجاء في المرتبة الثالثة موضوع “النزاع بين حماس وإسرائيل” بنسبة 14.71%، ثم “تطبيع البحرين مع إسرائيل” بنسبة 8.82%. وورد “تطبيع مصر مع إسرائيل”، و”علاقة السعودية مع إسرائيل” بنسبة متساوية بلغت 4.41%. وتُظهر هذه الإحصائيات أن موضوع التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي كان مركز اهتمام البرنامج، ويرجع ذلك إلى الاهتمام الإعلامي بقضية التطبيع في دول المنطقة، لاسيما الإمارات، التي بدأت هذا المسار في سياق صفقة القرن خلال فترة حكم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
جدول (1): توزيع نسب موضوعات التطبيع مع إسرائيل
م | فئة الموضوعات | التكرار | النسبة (%) |
1 | تطبيع الإمارات مع إسرائيل | 19 | 27.94 |
2 | الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين | 19 | 27.94 |
3 | النزاع بين حماس وإسرائيل | 10 | 14.71 |
4 | تطبيع البحرين مع إسرائيل | 6 | 8.82 |
5 | تطبيع مصر مع إسرائيل | 3 | 4.41 |
6 | علاقات السعودية مع إسرائيل | 3 | 4.41 |
7 | تطبيع المغرب مع إسرائيل | 2 | 2.94 |
8 | تطبيع السودان مع إسرائيل | 2 | 2.94 |
9 | علاقات العراق مع إسرائيل | 2 | 2.94 |
10 | علاقات اليمن مع إسرائيل | 1 | 1.47 |
11 | علاقات تركيا مع إسرائيل | 1 | 1.47 |
المجموع | 68 | 100 |
مجالات التطبيع
تُظهر نتائج الدراسة أن المجال السياسي/الإستراتيجي احتل المرتبة الأولى بعدد تكرارات بلغ 12 تكرارًا وبنسبة 37.50%، وجاء في المرتبة الثانية المجال الأمني بـ7 تكرارات ونسبة 21.88%. ووردت في المرتبة الثالثة والرابعة والخامسة مجالات تطبيع مختلفة بتكرارات متساوية تتمثَّل في التطبيع الاقتصادي والثقافي والإعلامي، وظهر كل مجال منها 4 مرات بنسبة 12.50%. وكانت المرتبة السادسة للمجال العلمي بتكرار واحد من أصل 32 تكرارًا وبنسبة بلغت 3.12%.
وتفسر الدراسة اهتمام برنامج “فوق السلطة” بالمجال السياسي/الإستراتيجي في المعالجة الإعلامية لقضية التطبيع مع إسرائيل بثلاثة أبعاد، أولها أن هذا المجال السياسي/الإستراتيجي يمثِّل غالبًا البعد الظاهر في التعامل بين الدول مع مراعاة المصالح الأخرى الحقيقية من وراء ذلك. ثانيًا: التعامل السياسي/الإستراتيجي، والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، تفتح المجال أمام التعامل على مستويات أخرى يمكن أن تكون أعمق. ثالثًا: التطبيع مع إسرائيل سياسيًّا وإستراتيجيًّا يعني الإقرار بوجود رسمي لدولة إسرائيل قبل الوصول إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية؛ ما يؤثر سلبًا على مستقبلها. لذلك يسعى البرنامج إلى متابعة مختلف التعاملات السياسية والتحسيس بأهميتها وخطورتها وتداعياتها على القضية الفلسطينية.
جدول (2): توزيع نسب مجالات التطبيع مع إسرائيل
م | مجالات التطبيع | التكرار | النسبة (%) |
1 | سياسي/إستراتيجي | 12 | 37.50 |
2 | أمني | 7 | 21.88 |
3 | اقتصادي | 4 | 12.50 |
4 | ثقافي | 4 | 12.50 |
5 | إعلامي | 4 | 12.50 |
6 | علمي | 1 | 3.12 |
المجموع | 32 | 100 |
فئة المصادر
تُبرِز نتائج الجدول رقم (3) وجود تنوع في المصادر الإعلامية والإخبارية التي اعتمدها برنامج “فوق السلطة” في معالجة قضية التطبيع مع إسرائيل وبتكرارات متفاوتة. فقد وردت القنوات العربية 48 مرة في عينة الدراسة بنسبة 30.57%، ثم شبكات التواصل الاجتماعي بنسبة 22.93%، والقنوات الأجنبية الناطقة باللغة العربية بنسبة 20.38%. وتوالت بعد ذلك المصادر المعتمدة بنسب أقل وقيم متقاربة. ويرتبط الاعتماد على المصادر في وسائل الإعلام عمومًا بالمصداقية؛ إذ تسعى قناة الجزيرة إلى كسب ثقة الجمهور من خلال ما تعرضه أو تبثه من معلومات وأخبار دقيقة، وكذلك من خلال مهنيتها؛ إذ تنسب المعلومة إلى مصدرها الأصلي وتُبقي على شعار المؤسسة الإعلامية سواء كانت قناة تليفزيونية أو صحيفة أو مجلة أو موقعًا إخباريًّا.
جدول (3): توزيع نسب مصادر المعالجة الإعلامية لقضية التطبيع مع إسرائيل
م | المصادر | التكرار | النسبة (%) |
1 | قنوات عربية | 48 | 30.57 |
2 | شبكات التواصل الاجتماعي | 36 | 22.93 |
3 | قنوات أجنبية ناطقة باللغة العربية | 32 | 20.38 |
4 | صحف ومجلات | 11 | 7.01 |
5 | قنوات أجنبية | 9 | 5.73 |
6 | مصادر خاصة بالقناة | 8 | 5.10 |
7 | المواقع الإلكترونية | 7 | 4.46 |
8 | وكالات الأنباء | 6 | 3.82 |
المجموع | 157 | 100 |
الشخصيات الفاعلة
تُظهِر نتائج الدراسة أن الشخصيات السياسية كانت أكثر حضورًا في تغطية قضايا التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل ضمن حلقات برنامج “فوق السلطة”؛ إذ وردت بنسبة 41.43%، تليها الشخصيات العسكرية بنسبة 22.86%، ثم الشخصيات الدينية بنسبة 12.86%، ثم الشخصيات الثقافية المرتبطة بالفن والرياضة حسب التعريف الإجرائي لهذه الفئة، والتي ظهرت 8 مرات بنسبة 11.43%، ثم الشخصيات الإعلامية التي ظهرت 5 مرات بنسبة 7.14%، وكانت القيمة الدنيا للشخصيات العلمية التي ظهرت 3 مرات بنسبة 4.29%.
اعتمد برنامج “فوق السلطة” على الشخصيات السياسية التي لها تأثير أو دور معين في مسارات قضية التطبيع مع إسرائيل من قريب أو من بعيد، وتتمثَّل في رؤساء الدول المعنية (محمود عباس، بنيامين نتنياهو، رجب طيب أردوغان، محمد بن زايد…) والوزراء والسفراء وغيرهم. ويرجع اعتماد البرنامج على هذه الشخصيات باعتبارها مصدرًا من مصادر المعلومات، فضلًا عن كونها من أبرز الشخصيات التي لها تأثير أو دور في العلاقات مع إسرائيل. كما اعتمد البرنامج على الشخصيات العسكرية وتمثلت في الجنرالات، وهو ما يعطي للمعالجة الإعلامية لقضية التطبيع مع إسرائيل بعدًا أمنيًّا وعسكريًّا.
جدول (4): توزيع نسب الشخصيات الفاعلة في قضية التطبيع مع إسرائيل
م | الشخصيات الفاعلة | التكرار | النسبة (%) |
1 | سياسية | 29 | 41.43 |
2 | عسكرية | 16 | 22.86 |
3 | دينية | 9 | 12.86 |
4 | ثقافية | 8 | 11.43 |
5 | إعلامية | 5 | 7.14 |
6 | علمية | 3 | 4.28 |
المجموع | 70 | 100 |
فئة القيم
حظيت قيمة “الصراع”، في سياق دراسة القيم التي اشتملت عليها حلقات برنامج “فوق السلطة”، بأعلى نسبة بلغت 40.82%، تلتها قيمة “العنصرية” بنسبة 26.35%، ثم قيمة السلام بنسبة 20.41%، وقيمة “الانفتاح على الأديان” بنسبة 10.20%، وظهرت قيمة التسامح بنسبة ضئيلة جدًّا تقدر بـ2.04%.
ويشير حضور قصة الصراع بين حركة حماس وإسرائيل والجهات الرافضة لقضية التطبيع مع إسرائيل بالنسبة المذكورة أعلاه إلى نوع العلاقة الصراعية السائدة بين الطرفين. كما أن قيمة “العنصرية” تكشف ادعاءات إسرائيل بشأن السلام والانفتاح على الآخر؛ إذ يسعى البرنامج إلى تفنيد رغبة إسرائيل في التطبيع من أجل تحقيق السلام، بل تريد الاعتراف بوجودها فقط وفرض هيمنتها على فلسطين والمنطقة. وقد ظهرت هذه القيمة كثيرًا في سياق أحداث حي الشيخ جراح (إسرائيل دولة فصل عنصري، إسرائيل تمارس التطهير العرقي). أما قيمة “السلام” فوردت في سياق السخرية من ادعاءات إسرائيل التي خاضت حروبًا متعددة مع دول المنطقة. وتظل قيمة “الانفتاح على الأديان” قريبة جدًّا من هذا السياق؛ إذ تدعي إسرائيل تصالحها مع الأديان الأخرى، بينما تمارس في الواقع اعتداءات مستمرة على المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين على حدٍّ سواء.
جدول (5): توزيع نسب القيم في قضية التطبيع مع إسرائيل
م | القيم | التكرار | النسبة (%) |
1 | الصراع | 20 | 40.82 |
2 | العنصرية | 13 | 26.3 |
3 | السلام | 10 | 20.41 |
4 | الانفتاح على الأديان | 5 | 10.2 |
5 | التسامح | 1 | 2.04 |
المجموع | 49 | 100 |
الأطر الإعلامية
تُبيِّن نتائج الدراسة أن إطار الاهتمامات الإنسانية وإطار الصراع وردا بنسبة 22.22%، وجاء بعدهما إطاران متقاربان في عدد التكرارات، الأول: الإطار الإستراتيجي بنسبة 19.44%، والثاني: إطار المسؤولية بنسبة 16.67%. والإطاران اللذان شكَّلا أقل نسبة، وكانا متقاربين أيضًا هما إطار المبادئ الأخلاقية بنسبة 11.11%، والإطار الاقتصادي بنسبة 8.33%. واستُخدم إطار الصراع في سياق معالجة موضوع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكذلك اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين.
جدول (6): توزيع نسب الأطر الإعلامية
م | الأطر الإعلامية | التكرار | النسبة (%) |
1 | الاهتمامات الإنسانية | 8 | 22.22 |
2 | الصراع | 8 | 22.22 |
3 | الإستراتيجية | 7 | 19.44 |
4 | المسؤولية | 6 | 16.67 |
5 | المبادئ الأخلاقية | 4 | 11.11 |
6 | الاقتصادية | 3 | 8.33 |
المجموع | 36 | 100 |
اتجاه البرنامج
تُبرِز نتائج دراسة اتجاه برنامج “فوق السلطة” نحو قضية التطبيع مع إسرائيل أن فئة “معارض” جاءت بأعلى نسبة بلغت 62.50%، ثم “محايد” بنسبة 37.50%، بينما انعدمت نسبة الموافقة على قضية التطبيع مع إسرائيل. وترى الدراسة أن بروز الاتجاه المعارض بأعلى نسبة وانعدام الموافقة يتواءم مع الموقف الرسمي لدولة قطر من التطبيع؛ إذ إن قطر كانت -ولا تزال- من أبرز الدول التي تهتم بمعاناة الفلسطينيين وتتابع مستجدات القضية باستمرار، كما أن قناة الجزيرة تتسم بالمهنية في عرض قضية التطبيع مع إسرائيل وإن كان موقفها داعمًا للقضية الفلسطينية.
جدول (7): توزيع نسب اتجاه البرنامج في معالجة قضية التطبيع
م | اتجاه البرنامج | التكرار | النسبة (%) |
1 | معارض | 10 | 62.50 |
2 | محايد | 6 | 37.50 |
3 | موافق | 0 | 0 |
المجموع | 16 | 100 |
الجمهور المستهدف
يستهدف برنامج “فوق السلطة”، في سياق معالجته قضية التطبيع مع إسرائيل، الرأي العام العربي والحكومات المعنية بالقضية بالدرجة الأولى. ويرجع ذلك إلى أهمية القضية للجمهور العربي؛ إذ يعمل البرنامج على تزويده بمختلف الأخبار والمعلومات عنها وتوضيح وجهات النظر حولها، وتكوين رأي عام عربي حول قضية التطبيع. ولذلك كانت أكبر فئة من الجمهور تتمثَّل في “الحكومات المعنية بالقضية” و”الرأي العام العربي” بنسبة 34.15%، وجاء بعدهما الرأي العام العالمي بنسبة 14.63%، ثم المنظمات الدولية بنسبة 9.76%.
جدول (8): توزيع نسب الجمهور المستهدف
م | الجمهور المستهدف | التكرار | النسبة (%) |
1 | الحكومات المعنية بالقضية | 14 | 34.15 |
2 | الرأي العام العربي | 14 | 34.15 |
3 | الرأي العام العالمي | 6 | 14.63 |
4 | المنظمات الدولية | 4 | 9.75 |
5 | أخرى | 3 | 7.32 |
المجموع | 41 | 100 |
- سمات “كيف قيل؟” في تغطية التطبيع
اللغة المستخدمة في المعالجة الإعلامية
لاحظت الدراسة أن هناك تباينًا في استخدام اللغة العربية واللهجات المحلية واللغة الأجنبية في حلقات برنامج “فوق السلطة”؛ إذ وردت الأولى بنسبة 61.83%، ثم اللهجات المحلية بنسبة 35.53%، ووردت اللغة الأجنبية بنسبة ضئيلة جدًّا بلغت 2.24%. وترى الدراسة أن الجزيرة تولي أهمية كبيرة للغة العربية في برامجها الإخبارية والحوارية باعتبارها، أولًا، قناة عربية، وثانيًا: تستهدف جمهورًا عربيًّا، وثالثًا: تقوم الجزيرة بدور بارز في نشر وترسيخ استخدام اللغة العربية من خلال إعطائها مساحة أكبر وقيمة أعمق عبر مضامينها. ولقناة الجزيرة الإخبارية فضل كبير في عودة اللغة العربية الفصحى لغة استماع ومحادثة وتعبير وتفاعل.
وكان الاستعمال الأكثر للهجة الفلسطينية واللهجة اللبنانية في البرنامج؛ إذ إن قضية التطبيع مع إسرائيل تخص فلسطين بالدرجة الأولى وغيرها من الدول المعنية بالقضية الفلسطينية وقضية التطبيع. لذلك جاء استعمال اللهجة الفلسطينية أحيانًا من قبل بعض المسؤولين في فلسطين وأحيانًا أخرى في فيديوهات وشهادات للمواطنين الفلسطينيين. ويرجع سبب استخدام اللهجات المحلية في البرنامج إلى محاولة جعل الجمهور المستهدف والمتلقي أكثر قربًا وألفة من البرنامج ومن مقدمه، نزيه الأحدب، الذي يخاطبه بشكل مباشر وعفوي، وكذا لجعله أقرب من القصة من خلال الشهادات الحية. أما استخدام اللغة الأجنبية فقد جاء بنسبة أقل، وكانت في بعض الأحيان مترجمة، وهذا ما يدعم اهتمام القناة باللغة العربية وجعل جمهورها العربي يفهم ما تبثه وتعالجه.
جدول (9): توزيع نسب اللغة المستخدمة في برنامج “فوق السلطة”
م | اللغة المستخدمة | المدة | النسبة (%) |
1 | اللغة العربية | 1:05:11 | 61.83 |
2 | اللهجات | 0:37:42 | 35.53 |
3 | اللغة الأجنبية | 0:02:36 | 2.24 |
المجموع | 1:45:29 | 100 |
الأنواع الصحفية
تُبيِّن نتائج تحليل فئة الأنواع الصحفية المستخدمة في معالجة قضية التطبيع مع إسرائيل في برنامج “فوق السلطة” أن أكثر الأنواع الصحفية استخدامًا هو “التعليق على تصريح” بنسبة 34.74%، يليه في المرتبة الثانية “التعليق على تقرير” بنسبة 29.47%، وفي المرتبة الثالثة “التعليق على خبر” بنسبة 29.47%، وفي المرتبة الرابعة “التعليق على مقابلة” بنسبة 16.84%.
وتفسر الدراسة نسبة استخدام “التعليق على تصريح” بأن البرنامج يعتمد كثيرًا على تصريحات لمسؤولين أو جهات فاعلة في قضية التطبيع، ونسب المعلومة إلى مصدرها الأصلي وإعطاء مصداقية أكبر للمعالجة. أما الاعتماد على مقاطع معينة من مقابلات محددة تخص قضية التطبيع مع إسرائيل والتعليق عليها فكان الهدف منها عرض الآراء ووجهات النظر المختلفة حول قضية التطبيع مع إسرائيل.
جدول (10): توزيع نسب الأنواع الصحفية
م | الأنواع الصحفية | التكرار | النسبة (%) |
1 | تعليق على تصريح | 33 | 34.74 |
2 | تعليق على تقرير | 28 | 29.47 |
3 | تعليق على خبر | 18 | 18.95 |
4 | تعليق على مقابلة | 16 | 16.84 |
المجموع | 95 | 100 |
موقع قضية التطبيع في الحلقة
تُظهر نتائج دراسة فئة موقع قضية التطبيع مع إسرائيل في حلقات “فوق السلطة” أن وسط البرنامج هو الموقع الذي احتل الصدارة بنسبة 47.83%، يليه الموقع في بداية البرنامج بنسبة 43.84%، وكانت القيمة الأقل لموقع قضية التطبيع مع إسرائيل في نهاية برنامج فوق السلطة بنسبة 8.70%. وترى الدراسة أن معالجة قضية التطبيع مع إسرائيل في وسط البرنامج بنسبة كبيرة، تقاربها أيضًا نسبة بداية البرنامج، يدل على اهتمام قناة الجزيرة بقضية التطبيع مع إسرائيل؛ إذ يضعها برنامج “فوق السلطة” ضمن أولويات المواضيع التي يعالجها.
جدول (11): توزيع نسب موقع قضية التطبيع في حلقات “فوق السلطة”
م | موقع قضية التطبيع | التكرار | النسبة (%) |
1 | وسط البرنامج | 11 | 47.82 |
2 | بداية البرنامج | 10 | 43.48 |
3 | نهاية البرنامج | 2 | 8.70 |
المجموع | 23 | 100 |
الاستمالات الإقناعية
بيَّنت نتائج الدراسة أن الاستمالات العاطفية كان عددها أكبر؛ إذ وردت 33 مرة بنسبة 58.93%، بينما جاءت الاستمالات العقلية بنسبة 41.07%. وتفسر الدراسة ذلك بأن القضية الفلسطينية تُعد أكثر من مجرد قضية سياسية، بل قضية دينية وعقائدية وقومية وإنسانية. ولذلك استخدم برنامج “فوق السلطة” الاستمالات العاطفية في معالجتها لاسيما عندما يتناول الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والحروب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
جدول (12): توزيع نسب الاستمالات الإقناعية
الاستمالات الإقناعية | التكرار | النسبة (%) |
استمالات عاطفية | 33 | 58.93 |
استمالات عقلية | 23 | 41.07 |
المجموع | 56 | 100 |
استنتاجات
– اهتمت قناة الجزيرة في معالجة قضية التطبيع مع إسرائيل، من خلال برنامج “فوق السلطة”، بالمجالات التي يمكن أن يحدث عبرها التطبيع، ومنها: المجال الاقتصادي والثقافي والإعلامي والعلمي، مع تركيز البرنامج على المجالات السياسية والإستراتيجية والأمنية بما يناسب هوية البرنامج الذي يُعد برنامجًا سياسيًّا ساخرًا.
– وظف البرنامج في المعالجة الإعلامية لقضية التطبيع مع إسرائيل مصطلح “التطبيع مع إسرائيل” أكثر من مصطلح “اتفاقية السلام مع إسرائيل” الذي ورد في سياق النقد والسخرية.
– استعان البرنامج في معالجة قضية التطبيع مع إسرائيل بشخصيات سياسية وعسكرية ودينية وإعلامية وعلمية لبيان مواقفها وإبرازها آرائها وتحليلاتها لقضية التطبيع.
– تضمن برنامج “فوق السلطة” في معالجة قضية التطبيع مع إسرائيل قيمًا معينة، كان أكثرها ظهورًا قيمة “الصراع” في سياق إبراز الصراع المستمر بين إسرائيل وفلسطين؛ إذ لا وجود للسلام مقابل التطبيع.
– كان اتجاه برنامج “فوق السلطة” في معالجة قضية التطبيع مع إسرائيل معارضًا مع الحفاظ على المهنية والتوازن في عرض وجهات النظر.
– اعتمد البرنامج على مصادر متنوعة في استقاء الأخبار والمعلومات فيما يخص قضية التطبيع مع إسرائيل، وشمل ذلك القنوات العربية والأجنبية وشبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية ووكالات الأنباء، وذلك حتى يكون مجال الرؤية والاطلاع على المعلومات والأخبار واسعًا، ولإعطاء مصداقية للمضمون.